
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخطاف
السؤال هو : عندما نتكلم عن شيخ و عالم بالدين و داعية متى تتعبر الأراء حرية شخصية و متى تعتبر نقد و متى تعتبر غيبة .
مرحبا اخي العزيز الخطاف
طرح مهم جدا والحوار فيه يفيد الكثير ..واستغرب عدم تواجد من يتداخل في الطرح حتى الآن..
أخي العزيز نعلم جميعا ..أن كلا يؤخذ منه ويرد ..إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به ..وهذا ما قاله الامام مالك
العلماء والمشايخ يا سيدي هم بشرعرضة للخطأ والإصابة كما نحن البشر جميعا وفي الحديث خير الخطائين التوابون..
لكن علينا ان نعلم ان العلماء هم ورثة الانبياء ..والتأدب معهم واجب .. وغيبتهم لا تجوز ..
ثم ان الخطأ والخلاف واقع وقائم منذ القدم وقد ذُكر ذلك في كتاب (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) وفي (مقدمة في أصول التفسير) لابن تيمية.
وقد وجدنا أيضا في رواية عن البيهقي ذكرها في ( الشعب ) عن جعفر بن محمد قال : (إذا بلغك عن أخيك شيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا ، فإن أصبته وإلا قل لعل له عذرا لا أعرفه). هذا لعامة الناس فما بالك ..بالعلماء والمشايخ وأهل الصلاح والتقى..
من وجهة نظري
أن الخطأ البين والواضح الذي فيه دعوة لمخالفة أمر شرعي ..أوتحريم الحلال أو اباحة الحرام..
أو مخالفة لنص قرآني أو حديث صحيح..أو مخالفة أئمة العلماء وكبارهم فيما أجمع عليه الجميع ..
أوالخروج عن طاعة ولي أمر المسلمين ..تلك الآخطاء وما شابهها يجب ان تنتقد وبأسلوب فيه تأدب ..
/
أما بالنسبة لمن خيره وفضله في العلم بالنشر والدعوة والجهاد ..ونشر الفضيلة ..
وقول الحق ومحاربة أهل الفساد ،والخارجين عن جماعة المسلمين ..
فهنا الآمر يختلف ..إن صدر منه نزر قليل من الأخطاء ..
علينا التروي في اصدار الاحكام ..وعدم ذكره بالسوء ،وغيبته بما يسئ له ..
والأولى هو التحري وسؤال أهل العلم ..وترك أمره لمن له علم ودراية للرد عليه..
ثم علينا ان نأخذ منه خيره الكثير وترك ما نراه مخالفا ..
ولنقرأ هنا للفائدة بعض من تعليقات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
قال – رحمه الله – تعليقًا على " باب : توقير العلماء والكبار وأهل الفضل .. " :
( يريد المؤلف رحمه الله بالعلماء : علماء الشريعة الذين هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء .. وإذا كان الأنبياء لهم حق التبجيل والتعظيم والتكريم ، فلمن ورثهم نصيب من ذلك ، أن يُبجل ويُعظم ويُكرم .. وبتوقير العلماء توقر الشريعة ؛ لأنهم حاملوها ، وبإهانة العلماء تهان الشريعة ؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلت الشريعة التي يحملونها ، ولم يبق لها قيمة عند الناس ، وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم ؛ فتضيع الشريعة . فإذا استهان الناس بالعلماء لقال كل واحد: أنا العالم، أنا النحرير، أنا الفهامة، أنا العلامة، أنا البحر الذي لا ساحل له، ولما بقي عالمٌ، ولصار كل يتكلم بما شاء، ويفتي بما شاء، ولتمزقت الشريعة بسبب هذا الذي يحصل من بعض السفهاء ) . ( 3/230-232) .
.... ثم قال ... لأنهم إذا قدحوا في العلماء وسقطت أقوالهم عند الناس ما بقي للناس أحدٌ يقودهم بكتاب الله. بل تقودهم الشياطين وحزب الشيطان ، ولذلك كانت غيبة العلماء أعظم بكثير من غيبة غير العلماء، لأن غيبة غير العلماء غيبة شخصية إن ضرَّت فإنها لا تضر إلا الذي اغتاب والذي قيلت فيه الغيبة، لكن غيبة العلماء تضرُّ الإسلام كلَّه ؛ لأن العلماء حملة لواء الإسلام فإذا سقطت الثقة بأقوالهم، سقط لواءُ الإسلام، وصار في هذا ضرر على الأمة الإسلامية... )
تحياتي وتقديري