الرابعة عصرا
ليومٍ
أجهش به المساء باكيا .
جلبة.. نواح.. ترقب
كالعادة تتجمهر النسوة بالممر أمام إحدى الغرف .
الممرضات يتراكضن !
استدعي الطبيب !
تحولت الغرفة المجاورة
لشبه عناية مركزة تتكتل بها الأجهزة ..
المحاولات مستمرة
لإنعاش قلب ..سمراء .
وقفت مشدوهة البال بعد أن عرفت القليل عنها ..
كنت أحاورهم في صمتي .
قيل أنها بعد أن ترملت..
تشبث بها الخبيث ليتحجر جسدها .
لم تراجع المستشفى إلا في اللحظات الأخيرة .
حاول الطبيب جاهداً حتى استعاد قلبها النبض .
لا أعلم لماذا ساورني شعور بعزوفها عن الحياة .
كأني أسمع همس ..
يقول: اتركوها ف قد تكون سعيدة
ب
أهازيج الرحيل
حلّ الليل ..
خرجت لأسأل عن حالها قيل ..
رحل جميع أهلها ..
بحجة كرههن للمستشفى .
بقية ابنة خالها أو عمها لا أذكر .
ثم أتت أختها آخر الليل .
بشعة هذه الحياة .
حتى في لحظاتها الأخيرة
رحلوا .
ربما كان الهاجس الذي يحاورني صادقاً.
أظن ..
سمراء لا ترغب مواصلة الحياة .
وقد تكون الحياة بعد رحيل من حولنا هي الموت المتحرك .
ف
أن تفقد جمال الألوان ليعم الكون لون رمادي
تشعر وقتها أنك فقدت بصرك .
أن تفقد جمال الأصوات ليعم الكون نواح الثكالى
تشعر وقتها أنك فقدت سمعك .
أن تفقد جمال البوح ليعم الكون أنينك فقط
تشعر وقتها أنك فقدت بلاغتك .
وقتها تعترف أمام نفسك ..
لولا الإيمان بالله لكنت جثماناً.
تنفس الفجر من حنجرته المثقوبة .
وتوسطت الشمس كبد السماء المنهكة .
عصفت تلك الرياح بأصواتها ذلك الصفير المقيت .
خرجت لأسأل ما حل ّ ب سمراء؟
قيل ..
حلت بالغرفة نزيلة جديدة ..
بعد أن
توقفت جميع الأجهزة
لتعلن أن
الله أمر بطي صفحات سمراء
ماتت سمراء .
اللهم تقبلها في الصالحين الصابرين .
ملكة حرفي