قصيدة لمن مر ذات مساء
يسامر معها الحرف الراقي لشاعر جازان
جلَّلَ الشيب عذاري
ومحا الليل نهاري
وذوتْ نضرة روحي
وخبتْ جذوة ناري
وتهاوتْ زهراتُ الورد
مني والعرارِ
وانطوت نشوة نفسي
وأغرايدُ هزاري
أسودي أصبح مبيضاً
وطرفي في انحسارِ
وجداري بات منقضّاً
وجهري كسِراري
ونسيمي غير رفافِ
ومائي غير جارِ
ومضى عمري أباديدَ
نثاراً في نثارِ
من رأى غصناً بلاماءٍ
نديٍّ الاخضرارِ
من رأي بدراً طوىالآفاق
من غير سرارِ
يصعد الإنسان في العمر
ليهوي في انحدارِ
طار عصفور شبابي
من يدي رغم حذاري
وتوارى خلف أيامٍ
طوالٍ وقصارِ
ونأى عني بعيداً
وبعيداً في الصحاري
ياشباباً ضاع كالأمطار
في عرض القفارِ
كيف ولَّى ولماذا
وإلى أي ديارِ ؟
ومتى طار فإني
لست والله بدارِ؟
كنت ألهو ويجدّالدهر
في قطف ثماري
يأخذ اللؤلؤ من كفي
ويسخو بالمحارِ
كنت مسحوراًومأسوراً
بتغريد القماري
أحسب الأيام لاتملك
تمزيق إطاري
وأظن الدهر لا يقوى
على لفح شراري
سادراً في ضجةالموج
وتيار البحارِ
يا شبابي آه لو عدت
ولو بعض نهارِ
لم أكن أعرف مقدارك
في فجر اغتراري
سوف أفديك إذا عدت
بماسي ونضاري
وأحليك بعقيان
الأماسي والعصاري
وأناغيك بألفاظ
كألحان الكنارِ
وأراعيك بألحاظ
كوطفاء السواري
وأصوغ الأنجم الزهر
سواراً والدراري
واضعاً كفك في كفي
بعزم واقتدارِ
شاعراً أنك كنز
في يميني ويساري
يا شبابي آه من نار
حنيني وادكاري
محمد السنوسي
بأي لغة كتبت رحمك الله
وبأي موسيقى راقية دونت آهاتك
مبهرة تجبر على التغني بها دهراً كنت ألهو ويجدّالدهر
في قطف ثماري
رحمك الله أيها السنوسي فقد كنت علماً