هام قلبي ب الحديقة حده فأحببت مشاركتكم.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


طرب من ...تركيب الكلمات .


بكى من ...تصوير المعاني والزفرات .


الله كم قسى الشاعر فيها على :


نفسه حين تخيلهم بعد رحيله وصور نفسه شبحاً وهو يعزي ابنته.


مـــــــاذا تريدين مــنـي؟ إنَّـنـي شَبَحٌ


يهيـــــمُ مــــا بين أغـــلالٍ.. وأسوارِ


هذي حديقة عمري في الغروب كما


رأيتِ..... مرعـى خريفٍ جائعٍ ضارِ


الطيرُ هَاجَرَ..... والأغصـانُ شاحبةٌ


والوردُ أطرقَ يبكــــي عهــــد آذارِ


قسى على زوجته حين قال لها:


أيـا رفيقةَ دربي!.... لو لديّ سوى


عمري لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري


إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقـني


بكـلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار


وكان يأوي إلى قلـبي... ويسكنه


وكان يحمــل في أضلاعهِ داري


الله لها كيف بقيت بعد هذه الكلمات !


والله قاسية ..كان يكفيها أن تستعيد تواني حياتها دون أن يقرع فكرها بتلك الكلمات الملتهبة جمراً.


هي من دونها ستحرقها الذكريات .


أما ابنته فقد بلغت كلماته لها حد القسوة حين قال لها :


لا تتبعيني! دعيـني!.. واقرئي كتبي


فبيــــن أوراقِهــا تلقاكِ ..أخبــــاري


مسكينة هي ..وكأنه يعلم أن من مات والدها تعد موؤدة ..


لكن كيف يقول لها لا تتبعيني..! فهل تملك إلا البقاء ولو كنا نملك أن نتبعهم لفعلنا .


أما حين يقول لها :تلقاك أخباري في طيات كتبي فقد مزق قلوبنا ألماً كيف بها !؟.


رحمك الله يا أبي لازلت أشتم ريحه بين طيات كتبه ..


كم أسمعه حين كان يدندن بقصائده أوقات مرضه ..


قاسية بعدهم الحياة .