هنا القصص تتوالد.. تتناسل.. لا يُعرف الفم الذي أطلقها
أول مرة، ولن يصل الناس أبداً للراوي الأخير!
سيتناسلون.. وسيحمل الآباء والأبناء الفكرة ذاتها،
بأحداث تناسب الحكواتي، تناسب الجالسين إلى حكاياته،
وتناسب العابرين من عند مقهاه البالي أيضا..
لمَ لا يكفون؟ ولمَ يجدون في نفس الكلام المكرر متعة
السماع الأول؟
روح الحكاية.. تصمت.. بينما الراوي يخلق بدايتها..
روح الحكاية.. تذبل.. إذ يرسمون لها ملامحهم.. ثم
يتفرقون عنها تاركينها مسخاً بلا وجه..
روح الحكاية.. تنهك.. إذ يتشدقون بحرياتهم.. وهي المقيدة
بروايتهم البليدة..
روح الحكاية.. تموت.. تجد نفسها مصلوبة على كلماتهم
الجوفاء.. وافتراضات السامعين.. وتقديرهم للنهاية التي
يجب أن تكون عليها..
ثم تُقبر هي بلا كفن وبلا صلاة.. لأنها قررت لنفسها
بداية لا تناسب الراوي..
و لأنها رسمت ملامحها بفرشاة ليست لهم..
لأنها كسرت قبضانهم الهشة.. واختارت المدى وطناً
لجناحيها..
و لأنها حين أرادت الموت، ماتت، ولكن بطريقتها!
ـــــــــــــــــــ
أختي هديل ...
صباحك جنة الفردوس ... صباحك ملائكة الرحمن تقول لك ادخلوها بسلام ...
طبت في محياك و مماتك ...
أسأل الله عز وجل أن يكتب لي بك لقــآء قريب ... في دار كرامته ... و مستقر رحمته ...