أكثر خمسة أحداث إثارة للجدل في كرة القدم في البطولة الأوروبية
لا شيء تحبّذه الصحف الصفراء الإنجليزية أكثر من بعض أخبار الانحراف الأخلاقي، وهو ما قدّمته إنجلترا قبل حتى أن تُركل كرة واحدة في بطولة كرة القدم الأوروبية عام 1996.
لقد توجه منتخب إنجلترا لكرة القدم، الملقب بـ "الأسود الثلاثة"، إلى البطولة وعيونهم على إنهاء ثلاثين عامًا من الهزيمة على أرض الوطن، لكن الأحداث التي وقعت خارج الملعب هي ما سيطر على المشهد الذي سبق المباراة.
نشرت الصحف صورًا مأخوذة من رحلة إلى هونغ كونغ تظهر لاعبين من المنتخب الإنجليزي في أحد الملاهي الليلية ويمارسون لعبة الخمور المسمّاة "كرسي طبيب الأسنان"، حيث يتم سكب العديد من المشروبات الكحولية في أفواههم.
لقد تم توجيه النقد الشديد إلى اللاعبين - خاصة اللاعب الأهم بول غاسكوين (Paul Gascoigne) – لكن كل ذلك سُرعان ما نُسي حيث رفع الفريق هامة بلاده في فترة وجيزة بوصوله إلى نصف النهائي.
أثار غاسكوين - الذي كان دومًا اللاعب المثير للأنظار – كثيرًا من المرح أثناء المباراة، وقد كان ذلك في المباراة التي تفوقت فيها إنجلترا على اسكتلندا في مرحلة مبكرة من البطولة، حيث أعاد الحادثة سيئة السمعة أثناء احتفالاته التي تلت إحرازه لهدف على ملعب ويمبلي في لحظة سُطّرت بعد ذلك في تراث كرة القدم.
باسيل يوجه ضربة بالرأس إلى "المضطرب عقليًا"
كان اللقاء الذي جمع إنجلترا بفرنسا في بطولة 1992 باهتًا جدًا، مع انتهاء المباراة دون تسجيل أهداف في مالمو.
لكن هذه المباراة ستظل تُذكر في تاريخ البطولات الأوروبية كواحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل بعد أن وجه باسيل بولي (Basile Boli ) ضربة بالرأس إلى المدافع الإنجليزي ستيوارت بيرس (Stuart Peace).
لكن المدافع الذي كان يلعب آنذاك في فريق مرسيليا قرر أن يُظهر من هو الشخص الأكثر "اضطرابًا عقليًا" حيث قام بشقّ خد بيرس. وقد أفلت من فعلته تلك.
صرّح بيرس بهدوء بعد المباراة قائلاً: "لقد كان شيئًا مما يحدث عادة - أؤكد أنه لم يكن مقصودًا"، إلا أن تعليقاته لم تمنع من أن يصبح عدو الشعب الأول لعدة أيام في الصحافة الإنجليزية.
ولحسن حظ بولي، الذي التحق بعد ذلك بفريق رينجرز الاسكتلندي، وجدت الصحف الصفراء ضالتها في شخصية شريرة جديدة هو المدير الإنجليزي غراهام تايلور (Graham Taylor )، الذي أطلقوا عليه اسم "نبات اللفت" بعد خسارة فريقه 2-1 أمام الفريق السويدي مستضيف البطولة.
فروجيدفيلت يفعلها
لم تكن المقولة المأثورة "أفضل الحكام من لا نراهم" مما يتمسّك به الحكم السويدي بيتر فروجيدفيلت (Peter Frojdfeldt ).
وقد قال بفخر بعد تحكيمه في نزاع المجموعة (ج) بين هولندا وإيطاليا في بطولة كرة القدم الأوروبية 2008: "كل إنسان في العالم يعلم القاعدة الآن بعد قرارنا".
بينما لا يجادل الكثيرون حين تكون النتيجة 3-0، أثار الهدف الافتتاحي الذي أحرزه رود فان نيستلروي (Ruud van Nistelrooy) واحدة من أشد الخلافات في البطولة.
أحرز المهاجم الهولندي الهدف الأول في بيرن عندما كان يُظن أن كريستيان بانوتشي (Christian Panucci) داخل الملعب رغم أنه كان خارجه بعد اصطدامه بحارس المرمى جيانلويجي بوفون (Gianluigi Buffon).
وقد حُسبت الضربة رغم الاعتراضات التي وجهت إلى الحكم فروجيدفيلت.
وقد قال الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في دفاع المسؤولين: "لو لم نقم بذلك التفسير لربما كانت النتيجة هي خروج الفريق المدافع خارج الملعب ليلعب التسلل، وهذا غير مقبول بالتأكيد".
"يجب أن تكون القوانين بسيطة قدر الإمكان كي يتمكّن الحكم من تفسيرها ومن أجل الاستخدام التكتيكي للقوانين إذا طرحت تفسيرات أخرى.
"كمدافع، أنت تُعدّ داخل الملعب إلا إذا حصلت على إذن بالخروج خارج الملعب."
البرتغال تدفع ثمن ضربة الجزاء
لم يكن قد تبقى سوى أربع دقائق من الوقت الإضافي وكانت فرنسا والبرتغال متعادلتين 1-1 في لقاءهما في الدور نصف النهائي في بطولة كرة القدم الأوروبية 2000 عندما صدّ البرتغالي ابيل خافيير (Abel Xavier) بيده الكرة التي أطلقها الفرنسي سيلفان ويلتورد (Sylvain Wiltord).
وقد احتسبها الحكم غونتر بينكو (Gunter Benko) ركنية لكنه عكس قراره ومنح فرنسا ضربة الجزاء بعد التشاور مع مساعده إيغور سرامكا (Igor Sramka).
وغنيّ عن القول أن البرتغال لم تكن سعيدة بهذا القرار، مع عدم قدرة اللاعبين على إخفاء مشاعرهم قبل ركلة الجزاء وبعدها – خاصة نونو غومز (Nuno Gomes)-، حيث تم التعامل بخشونة مع كلا الحكمين.
وقد حول زين الدين زيدان (Zinedine Zidane) الهدف الذهبي لتصل فرنسا إلى النهائي، لكن آلام البرتغال لم تنته عند هذا الحد.
عوقب كلٌ من غومز وباولو بينتو (Paulo Bento) بالإيقاف لمدة خمسة أشهر من اللعب في مباريات كرة القدم الدولية، بينما عوقب خافيير بالإيقاف لمدة تسعة أشهر، وهي ما خُفضت بعد ذلك إلى ستة أشهر.
وقد صرّح خافيير مدافع نادي إيفرتون السابق قائلاً "أكرر مرة أخرى أنني لم أرتكب أي خطأ". "اللقطات موجودة ويمكن للناس أن يشاهدونها.
"هذا يسبب كثيرًا من الضرر لمشواري الكروي، لأن بعض النوادي كانت تريدني، وهي نوادي تشترك في بطولات أوروبية."
أسبانيا تعاني الألم
أسبانيا الآن هي بطلة العالم وبطلة أوروبا، لكن يجب ألا ننسى أن الفريق الأسباني لم يكن دومًا بمثل هذه القوة العالمية.
قبل انتزاعها لقب بطولة كرة القدم الأوروبية 2008، كان سجل أسبانيا خاليًا من أي نصر في بطولة كبرى منذ فوزها ببطولة الأمم الأوروبية على أرضها قبل 44 عامًا.
كان سوء الحظ وضعف الأداء عاملان كلّفا المنتخب الوطني كثيرًا المرة تلو الأخرى، بينما أضاع عليهم سوء الحظ فرصة تحقيق المجد بالفوز ببطولة كرة القدم الأوروبية 1996.
خاضت أسبانيا مباراة صعبة في ربع النهائي أمام الدولة المضيفة إنجلترا، التي ارتفعت أسهمها بعد توجيهها ضربة قوية لهولندا بالفوز 4-1 في نهائي المجموعة.
وقد رفض فريق المدرب خافيير كليمنتي (Javier Clemente) الاستسلام بسهولة كما فعل نظيره الهولندي، وأحرز هدفين لم يتم احتسابهما.
كان الهدف الثاني، الذي أحرزه كيكو (Kiko) على الخط الفاصل لكن الهدف الأول الذي أحرزه خوليو ساليناس (Julio Salinas) في الشوط الأول كان صحيحًا بشكل واضح، وهو ما أدى إلى الغضب الشديد من قبل المهاجم.
"نحن لم نلعب فقط ضد 11 لاعب و 70 ألف مشجع، لكننا كنا نلعب أيضًا ضد الحكام. "لقد كان الفوز مستحيلاً"، هذا ما أعلنه ساليناس لاحقًا بعد رؤيته لأسبانيا تخرج بهزيمة 4-2 بضربات الجزاء.