أنهى الإمام صلاة العصر ..
زحفت خطوتين إلى الخلف ..!
حركت رأسي يساراً ..!
نظرت ..!
على الرغم من أني متأكد بعدما أتصلنا به ..!
لكني نظرت ..!
وكلي أمل أن أراه يصلي كما هي العادة ..!
يالله كم كانت لحضة قاسية ..!
حينما تنظر إلى الفراغ ..!
إلى ذلك الركن الذي أعتاد أن يصلي هناك ..!
بعد أن حادثنا قبل الصلاة قائلاً " بعد عشر دقائق سوف أركب الطائره "
المطار في آخر المدينة ..
ولكن نظل نبحث عنهم ..!
بعد أن حلقوا في السماء وغاب ظلهم .."
حزنت كثيراً .. تمنيت لو كان هناك يصلي كما هي العادة .." فقط يصلي لا أريد أن أحادثه ..!
أقرب الناس لقلبك يأسرك الشوق والحنين إليه بشكل غير مألوف .. بل تشعر أن كل شيء مظلم ولا إتساع للضياء أن يقتحم ..!
لحضات بائسة طويت مع رحيل العصر .. حينما أقترب مني شابٌ بحريني وألتحق بنا صديقي الآخر ..
لتأخذنا القصص والمواقف بعيداً عن تلك الزاوية القريبة التي باتت مظلمة بعد أن رحل عنها ذلك المصباح .."
صدقوني أن بُعد الصديق مؤلمٌ أشد الألم .. لأن كل الزوايا ترسم له لحضة ذكريات عليها .."
في المطعم .. في السوق .. في السيارة .. في الشارع .. عند الممر .. أمام بابه .. وأمام بابي .."
وفي الآخير قبل أن يرحل وضع حذائه " أكرم الله القارئين .." أمام بابي بعد أن سلم مفتاح غرفته .." ومن ثم رحل .."
ذكرى محزنه ستمتد لثلاثه شهور وربما أكثر .."
هكذا هي حال الحياه .. وهكذا هي لحضات الجنون ..!
حينما تنظر إلى الفراغ ..! وتظنه مشغول ..! وتستمر بالبحث هنا وهناك وتتأكد من أول الصف إلى آخره ..!
تحرك رأسك وتهزه وأنت تتأمل الحاضرين فرداً فرداً .." أملاً أن يكون قد عاد مع الريح كي يصلي معنا .."!
تعود سالماً معافا أيها الصديق الصدوق .."
مودتي![]()