السلام عليكم أخي الفاضل أبو فيه أشكرك وقد سألتني مايلي :
*- شعراء الحداثة وغموض المعنى في كلماتهم ..ما رأي عاشق الفل في ذلك الشعر؟
أقول وبالله التوفيق :
الشعر الجميل المقبول من وجهة نظري فضيلة بين رذيلتين فالمغموض الذي لايفهم ويكون مجرد طلاسم لايفهمها من يقرأ كيف تحمل قضية وكيف تثير فيه المشاعر ويستمتع بها فهذه رذيلة مرفوضة
وعكسها الشعر الذي فيه ضحالة وتقريرية أي هو مجرد نظم لاشاعرية ولا صور شعرية ولا أخيلة فيه وفيه استسهال أي أنَ الشاعر لايغوص في بحار المعاني والجمال وإنما يكتفي بالكلمات التي ربما فيها ركاكة في المعنى والصياغة وهذه رذيلة أخرى إذا فأ غلب شعراء الحداثة وقعوا في الرذيلة الأولى هروبا من الثانية
أما الشعر الجميل المقبول فهو السهل الممتع كما يقولون وضوح وأخيلة وصور شعرية تحرك المشاعر وترى فيها روح وإحساس شاعر .

2/ متى يكتب عاشق الفل الشعر...بمعنى هل هناك مثلا اوقات معينه لاستحضار الشعر ..
*- قلت لايوجد وقت إنما هو الإحساس والموضوع وأنا لاأتكلف أكتب ما أحس به فقط وربما كان هناك جفاف شعري يمتد لأشهر وربما كان هناك طوفان من الشعر ينسكب إبداعا يملْ الآفاق .

كما قال ابن شهيد الاندلسي صاحب التوابع والزوابع..
3/ أخر ديوان لعاشق الفل حسب السيرة الذاتية كان في عام 1427 هـ
هل هو آخر ديوان ام ان لشاعرنا النجمي ديوان قادم ..وان كان هناك جديد ..فنطلب منك ان تسمعنا بعض منه؟
*- نعم أخي الفاضل آخر ديوان مطبوع هو قبلة على جبين الوطن عام 1427هـ ولدي بعده قصائد تشكل ربما ديوانين وأكثر وهي مرحلة جديدة مررت بها حيث شاركت في الكثير من المناسبات في عسير وغيرها أي أن أكثرها قصائد مناسبات وكذلك هي مرحلة تحول إلى الشعر الإسلامي والتربوي والإجتماعي
ويسعدني أن أقدم هذه القصيدة عن قيام الليل :
أضيء لياليك بالآيات والسور ِ
........................ وكن بحالكة الظلماء كالقمر ِ
وصفَّ رجليك للرحمن في سهر
..........................أنعم بما في رضا الرحمن من سهر ِ
إن نام خلق عن الخلاق في دعة
...........................فأنت قد فزت في دنياك بالظفرِ
تردد الآي تتلوها على وجل
.....................والدمع يهطل من عينيك كالمطرِ ِ
هي السعادة واللذات أجمعها
...........................من دونها وهي زاد الروح للسفر ِ
فإنَّ خالقنا الرحمن ينزل في
...........................الثلث الأخير وجلَّ الله عن صور ِ
يقول يا عبد هل من حاجة فأنا
.....................أعطيكها .. قد أتى في صادق الخبر ِ
هل من منيب يريد الخير أمنحه
.....................رضاي كالغيث في الصحراء منهمر ِ
هل من يتوب فأعفو عنه زلته
.........................فمن يصر على الزلات في خطر ِ
قد كان سيدنا المعصوم يسهر في
..........................قيامه وهو ملء السمع والبصر ِ
والله برأه من كل معصية
........................لكنه عاش بين الشكر والحذر ِ
رهبان ليل إذا جنَّ الظلام سرى
............................بهم إلى ربهم أحلى من السمر ِ
جفوا مضاجعهم حبا لخالقهم
........................ليقطفوا من جنى العبرات والعبر ِ
تذكروا النار فا نسابت مدامعهم
........................خوفا وشوقا إلى الجنات والنهر ِ
وشدَّهم لجنان الخلد شوقهم
.......................... لغداة زانها الرحمن بالحور ِ
أنعم بمن طلق الدنيا وزينتها
...........................ما دنسته بما فيها من القذر ِ
وعاش فيها غريبا ليس موطنه
........................فيها وإن عاش أعواما من العمر ِ
كالمستظل من الرمضاء في سفر
........................في ظل وارفة من أخضر الشجر ِ
وقام عنها وما غرَّته خضرتها
........................وما بها من متاع الزيف محتقر ِ
أما الذي غرَّه الشيطان وانفرطت
..........................أيامه في ضلالات من الخسر ِ
فقد توعَّده الرحمن أنَّ له
........................بعد الممات عقابا في لظى سقر ِ
يا رب سدد خطانا للفلاح فما
........................لنا سواك بحال اليسر والعسر ِ
من شعر
حسين بن احمد النجمي