بالنسبة لعلمي القاصر فالاتجاهات متعددة ,
وكما نعلم فالمخلاف السليماني كان ولا يزال منارة علمية
تشع بالنور منذ أيامه الأول .. في وقت كانت أرجاء الجزيرة تعوم في ظلام دامس ..
حتى في فترات ضعف الشعر العربي بسبب تأثير اللغات الأعجمية على اللغة العربية
بسبب الفتوحات وغيرها , كانت ولازالت القصيدة العربية التهامية في المخلاف محتفظة
بقوتها على النمط القديم , كتركيب ومفردات وغزارة وبلاغة وأغارض شعرية .
المذهب الشافعي هو المذهب السائد على مدى قرون في المخلاف السليماني ..
حدثت تأثيرات بسيطة ومحدودة لم تغير هذا السائد مثل محاولة فرض المذهب الزيدي
من قبل حاكم صعدة في القرون الإسلامية الوسيطة ..
ومقاومة فرض المذهب الزيدي هي أحد أهم أسباب نشوء إمارة أبي عريش في تلك الفترة .
نجد أيضاً حضور المذهب الصوفي ويمثله الإمام أحمد بن إدريس الذي كانت له مناظرات
جميلة وقوية مع الشيوخ (الوهابيين) مع تحفظي على المصطلخ .
الزيدية والصوفية .. كانت محدودة في المكان والزمان ..
وظلت الشافعية هي السائدة على مدى الأزمان وفي كل الزواية في هذه الأرض ..
بداية التحوّل إلى المذهب الحنبلي أو لنقل فرضه فرضاً كانت في إمارة الشريف حمود أبو مسمار الخيراتي
بإرسال الدعاة النجديين وثم أعقبتهم الجيوش النجدية الجرارة ..
وهذا تصحيح لما يظنه البعض بأن القرعاوي هو سبب التحول حينما قدم بدعوته ..
بل كانت من قبل القرعاوي ب200 عام على الأقل .
وبالطبع كانت هناك مناظرات بين الدعاة النجديين ( الجنابلة التيميين ) مع
( الشوافع مثل الشريف الحسن بن خالد الحازمي وزير الشريف حمود أبو مسمار والعلماء البهاكلة والضمديين وغيرهم )
وثم مع ( الأدارسة في صبيا وعلى رأسهم الإمام السيد أحمد بن إدريس جد مؤسس الدولة الإدريسية فيما بعد )
كان التكفير والتهمة على الظن والمجازر أيضاً معهم ..
وكان الحازمي والإدريسي ومن معهم بالحجة والبرهان ولو أردتم لأطلعتكم على مناظراتهم
ففيها ما يجعل التهامي أو الجيزاني يرفع رأسه عالياً ويفتخر بأجداده الذين ضوعوا تراب هذه الأرض بمسكهم .
وطبعاً لا ننكر جهود الدعوة النجدية بقيادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ,
المشكلة ليست فيه بل في أتباعه من بعده الذين فهموا دعوة الشيخ بطريقة دموية خاطئة جداً .
ربما تلك الصورة لا زالت مستمرة لدى أحفادهم اليوم عن هذه المنطقة
ولا غرابة فقد رموا أهل الحرمين مكة والمدينة بالشركيات فلا نستغرب تهم الزيدية والتشيع والحوثية والإسماعلية ..
لا يعرفون أين تقع المنطقة من الخارطة ولكن التهم المعلبة والأفكار السائدة هي الحوار ..
لدى أهل نجد استعلائية واضحة من حيث الدين إذ يرون أنفسهم أصلح الناس
وقد تجلت هذه النظرة بوضوح عند تركي الدخيل بمقالته المشهور ( بريدة المكرمة وعنيزة المشرفة !! )
وقد رد عليه الأمير سلمان عبد العزيز بذاته !
بن ثابت , اعذرني ..
ما كتبته أعلاه هو انهمار ..
لم أراجعه .. أنا أفكر بالكتابة هذه عادتي ..
حين أكتب لا أتوقف ..
لذا ربما ذهبت بعيداً عن الفكرة لكن ننتظر تصحيحكم إذا ما وجد خطأ ما وهو أمر لازم .