ليست مجرد لقطات

رأيت الحزن في عين والدي بل إنه يحاول حبس تلك الدموع
أيقنت حينها بأن المصاب جلل

قلت له : هل أمي بخير ..؟
قال : نعم ولكن أخوك مات وبدون مقدمات
رحل عبدالعزيز في ذلك المستشفى

بعد عدة أعوام تعبت والدتي
وعندما أدخلوها المستشفى قال الطبيب : هي بخير
وبعد 14 يوماً إتضح أنه خطأ طبي فادح
وكان نفس المستشفى الذي فقدت فيه أخي

إتصل بي ذلك الشيخ وهو يبكي قائلاً :
ياأبو أفراح مات خالد
( هنا كان رحيل أغلى صديق عرفته )
وفي نفس المستشفى

قبل عدة أشهر إتصل بي وقال : لابد أن أراك
كان ذلك قبل صلاة الفجر بـ 55 دقيقة
ما أروع ذلك اللقاء الخالد وماسمعته منه
وقبل خروجي لأداء صلاة الجمعة إتصل بي شقيقي : علي
ليقول : خالد مات

يا خائف الموت لو أمسيت خائفه
كانت دموعك طول اليوم تنبجس


أما يهولك يوما لا دفاع له
إذ أنت في غمرات الموت تنغمس

إيّاك إيّاك والدنيا ولذتها
فالموت فيها لخلق الله مفترس

إن الخلق في الدنيا لو إجتهدوا
أن يحبسوا عنك الموت ما حبسوا

إن المنية حوض أنت تكرهه
وأنت عما قليل فيه منغمس

إذا وصفت لهم دنياهم ضحكوا
وإن وصفت لهم أخراهم عبسوا


وكانت اللقطات لنفس المشهد تتكرر بنزول القبر
ودفنهم بيدي ... وحتماً هناك لقطة لمن يدفنني ..!

رحمهم الله جميعاً ورحم أموات المسلمين
( ليست مجرد لقطات )