السلام عليكم
نعود اليكم من جديد لاستكمال قصة احمد
مازلنا في قصر الافراح بالدمام عام ١٤٢٣ غادرنا القصر وتركنا وراءنا مئات الضيوف في فرح وسرور محتفلين بزواج احمد مريض السرطان
غادرنا الحشد الى مكان هادئ على شاطئ الدمام ومن ثم انطلقنا عائدين الى الرياض وكنت أثناء الطريق أفكر في هذه الشابة التي قبلت بأحمد زوجا
هي تعلم انه مصاب بسرطان شديد وتعلم ان علاجه قد فشل وتعلم انه جرب كل شيء ولم يزد المرض الا شدة واستفحالا وهي ترى عريسها بعين واحده
في ليلة عرسها ترى فتى احلامها يغطي نصف وجهه بشاش طبي وفي الحقيقة لا أعلم اجابة لهذه الاسئله الصعبة وفسرت ذلك بأنه ربما نتيجة لخطوبة سابقه
او حب او تضحيه وهناك الكثير من النساء اللاتي يضحين من اجل ازواجهن ويبحثن عن رضائهم مؤمنات بالقول النبي الكريم عن الزوج هو جنتك ونارك
او لعل هذه الزوجة الكريمه من اللاتي يرضين بالنصيب ولو كان هذا النصيب مريض سرطان على أعتاب الموت لم اجد اجابة ولكني أكبرت هذه الزوجة العظيمه
تحدثنا في طريق العوده عن كثرة المحبين لأحمد وحجم الفرح الذي كان يطغى على المكان وآمنا أن البسطاء اكثر سعادة بملايين المرات من سواهم
وامنا ان السعادة شعور من الداخل بالرضا والسكينه وانه لا يمكن ان يشترى بالملايين ولا يؤثر فيه الالم والخوف من الموت بل يزيده توهجا
انطلق احمد سعيدا مع عروسه في شهر العسل بل شهور العسل وكان يرسل لي احد اقاربه حتى اكتب له الادوية المسكنه ويهاتفني من وقت لاخر
بدأت الاحظ ان صوت احمد بدأ في الذبول وان روحه المرحه بدأت تنهزم وأن العد التنازلي بدأ ان السرطان وحش اذا عاد وانتكس بدأ أشد ضراوة وفتكا
ينبغي مكافحة السرطان بكافة الوسائل واشدها ضراوة في البدايه اما عندما ينتكس او ينتشر فانه لا أمل في الشفاء الابرحمة الشافي المعافي
علمت ان أكون قاسيا في العلاج في بداية المرض حتى يتم التخلص منه فان حصل الشفاء فبفضل الله وان لم يتحقق الشفاء فلا أندم على تقصير
والمرضى لا بد ان يشاركو اطباءهم في معاركهم ضد السرطان بالتحلي بالصبر والهمة العاليه وادراك ان الرمح على اول زرقه كما يقول الاجداد الحكماء