الحقُّ أنني لا أشعرُ بشيء ,
لم أعدْ أبتسم للأمكنة الجديدة ,
أنفاسي عقاربُ قلبي , والسكون خنجر يغوصُ في أقاصي الذاكرة !
أسلّم جسدي للماء ,
أرتمي فوق سطح البحر , والمدى أبيض , والنورسُ يغنّي بحبورٍ صباحيّ !
الماء تماماً كصوت فيروز , يأرجحُ بكَ كيفما اشتهت النسمة !
الطبيعة تتآمرُ مع الذّاكرة , ويبدآن في الغناء بحزنٍ كآخر أيام الفقد .
فيروز الصوت الذي يبحثُ عنه الصباح ,
ونفتّش عنه بين دموعنا , وفي صمت الشاطئ آناء الفجر .
لطالما كانت فيروز ترسلُ كلماتها لي , كرسائل من المجهول !
في جونية وقفتُ أمامها في منتصف ديسمبر , حينما كانت لبنان ترتدي معطفاً من صوت فيروز الدافئ !
كانت تنصحني بالحياة , وكأنها استفهاماتٌ بشريّة ,
لم لا أحيا وظلّ الورد يحيا في الشفاة !!
الشيء الذي لا يدركهُ أحد الآن , أنّني أستلقي على ظهري فوق تلّة رمليّة تطلّ على البحر !
أستمعُ لفيروز وهي تملئُ المسافة الفاصلة بين السماء وبيني
والقمر يتهادى على استحياء ,
السّماء صافية جداً , ووجهُ فيروز يخرجُ مرّة أخرى من خلف القمر ,
وهي تصرخ :
,,,{ يارفيقي , نحنُ من نورٍ إلى نورٍ مضينا
ومع النجم سرينا
ومع الشمس أتيــنا !!



رد مع اقتباس