نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

يوميات (2)

كنت أقف متكئاً على عمود يحمل على عنقة مكبر صوت عملاق .." أسود اللون كالظلام الدامس "
لكنه لم يكنّ يهتز " كونه وجد ليهتز مع جلجلة الصوت التي تنبثق من أعماقه "! لكنه صامتٌ لايتحرك "!

المكان مكتض بالبشر من جميع أقطار العالم " أسودٌ وأحمرٌ وأبيض أصفر" وهناك ألوان لم أتعرف عليها بعد "!
ذلك العمود كان يطل على بحيرة " في موقع يعاكس قلبها"!

أخرجت هاتفي وبدأت أقرأ ورحلت عنهم " رحلت بعيداً بروحي وتركت جسدي صريعاً في أوساط ذلك الضجيج الصاخب "!
وحينما أصبحت بعيداً عن كل شيء حتى عن نفسي "! حتى عن الظل الخافت "! حتى عن نسمات الهواء "! وكأنه حلم "!

خُيل لي أن هناك شخص يقف بجانبي "!
لم أبالي ولم ألق له بالاً ..!
ذلك الجسد يقترب ويهمهم بخجل يخالجه الحياء"!

التفت وإذا هي فتاة شقراء فاتنة إفرنجية " في رعيان شبابها "! يكسوها الجمال كحُلةٍ من حرير الطبيعة "!
لم أدري ماذا اقول لها " تبسمت " تبسم الهارب من الحقيقة " وهي أننا نحن لانستطيع أن نتخيل أننا نعيش عيشتكم "!


قالت " ممكن تلتقط لي صورة "!


لم أستغرب لماذا أنا بالذات "!
لأن أغلب المتواجدين " مع أصداقاءهم وأسرهم " واغلبهم من الخليج " إلا أنا " بالرغم أني لم أكن أشعر أني وحيد " في ظل وجود تلك الرواية الماتعة التي صادقتها مصادقة الخلان ورحلنا سوياً إلى حيث لاندري "!

أرتجفت وأخذت الكاميرا " وكادت أن تسقط " ولا أبالغ "!
وكأني لأول مرة أمسك بها "! ليس لآن الفتاة تقف أمامها "!
بل كل من كان هناك حدق بي "! " حتى العابرون تحجروا ينتظرون "!
ياإلهي "!

والناس تريد أن تعبر وتنتظر مني أن أطلق الضوء كي تثبت في داخل الكاميرا ظل تلك الفتاة الملون"!

ولكني عجزت "! بل صورة صورة أقرب من أن تكون صورة " طفل يعبث بشيء لايدري ماهو "! " هكذا كنت "!

بالرغم أني أملك نفس الكاميرا " ولكن الرهبة جعلتني لا أتصرف مع الموقف بشكل ملائم "!

بعد لمعة الفلاش التي أضاء البقعة التي تحيط بنا ونحيط بها "!
أقتربت لترى " قلت لها " الصورة بعيده " ولا أدري كيف أقرب "!

قالت فقط اضغط هنا " شرحٌ أخجلني " واضح وضوح الشمس "! لكنه التبلد "! لكنه شيء لا أدري ماهو "!

وبدأت أصور " وكأني شركة راعية لحفل ما "!
شرعت في تصوير ولم أتوقف "! اللمات تتواصل "!
ربما ملت وملَ الحضور من وميض الفلاش "!

صورٌ ليست بصور " بلا جذور ولا إحترافيه "!

لبسها لم يكن مناسب كي أقرب " وقفتها ليست إلا عرضاً من عروض عاراضات الأزياء "!

أقتربت فرحه " وشكرتني " وذهبت " وكنت أدرك أني سأراها في مكان مجاور تطلب من أحدهم أن يعيد المشهد ويصورها " كي تعود إلى بلدها " ولها ذكريات جميلة مصوره "!

عزيت نفسي " وقلت كاميرا عتيقة من عصور بالية " وفي الحقيقة " يدٌ وعقلٌ " خَجِل " من جمهرة الناس وعيونهم الحائرة بماترى"!