وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
مؤلم .. مؤلم .. مؤلم .. مؤلم .. ومازالت مشاهد الألم
تمر أمام أعين البعض مرور الكرام , وأصوات القهر والضيم والشقاء تُسمع ولكن ..!
لا مجيب لها
يا ترى ما هو ذلك المؤلم ..؟
كيف لونه ..؟ وما هو حجمه ..؟
كيف قتل الإحساس لدى البعض وجعلهم يسعدون برؤيته في أعين الآخرين ..؟
وإلى أي درجة بلغت مرارته ..!!
*هناك سعداء كُثر أيها الحبيب الخلوق
لا تهزهم حال الفقراء والبؤساء والأيتام والمستضعفين
رغم أنه بإمكانهم مد يد العون وليس لهم فضل بذلك , فما يملكونه من عند الله ولله
أليس الواجب ترجمة شكرهم لله وحمده على الخير الذي هم فيه
بالبذل والعطاء والإحساس بالآخرين ..!ولكن يا حسرتاه قلوب ميته .
*هناك سعداء كُثر أيها الحبيب الخلوق
تفننوا في الأنانية وسرقة الإبتسامة من شفاه الآخرين , ومارسوا طقوس النكران والجحود
ليسعدوا بمشاهدة ذلك الألم فيمن حولهم
تصرفات ومشاهدتنبذها الإنسانية لشدة ألمها فما بالك بالمسلم
تصرفات ومشاهدتجعلك تفقد صوابك , ونسأل الله ألاّ يبتلينا , وأن يحنن قلوبنا
على عباده وأن نكون ممن يتألم من أجل المستضعفين والفقراء والمساكين خاصة
وأن يسخرنا لرسم الإبتسامة على شفاههم .
*هناك سعداء كُثر أيها الحبيب الخلوق
لا يشعرون بالسعادة إلا عندما يتسببون في الألم القاسي لأقرب الناس إليهم
ولا حول ولا قوة إلا بالله
أخي الحبيب موضوعك جعلني أُبحر في جميع الإتجاهات
لنقف هنا :
هل نحن سعداء ..؟!
مشهد مؤلم مررت به قبل يومين ولن أرسم لكم السيناريو بالتفصيل ولكن سوف أستشهد بقصة قرأتها هنا في منتديات صامطة , لإيصال رسالتنا ولعلها تصور للمتابع ذلك المشهد الخفي الذي تجرع صاحبه الألم ورغم ذلك الألم إستمر مبتسماً , لينعم صاحب السعادة في سعادته .في قديم الزمان ... كان هناك شجرة تفاح ضخمة
و كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة كل يوم
كان يتسلق أغصان الشجرة ويأكل من ثمارها ثم يغفو قليلا لينام في
ظلها.
كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب أن تلعب معه مر الزمن... وكبر الطفل
وأصبح لا يلعب حول الشجرة كل يوم
في يوم من الأيام ... رجع الصبي وكان حزينا
فقالت له الشجرة: تعال والعب معي
فأجابها الولد: لم أعد صغيرا لألعب حولك
أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها
فأجابته الشجرة: أنا لا يوجد معي نقود
ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على
النقود التي تريدها
الولد كان سعيدا للغاية
فتسلق الشجرة وجمع كل ثمار التفاح التي عليهاوغادر سعيدا
لم يعد الولد بعدها
فأصبحت الشجرة حزينة
وذات يوم عاد الولد ولكنه أصبح رجلا
كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال والعب معي
ولكنه أجابها: لا يوجد وقت لدي للعب .. فقد أصبحت رجلا مسئولا عن عائلة
ونحتاج لبيت يؤوينا
هل يمكنك مساعدتي ؟
آسفة..
فأنا ليس عندي بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أغصاني لتبني بها بيتا لك
فأخذ الرجل كل الأغصان وغادر وهو سعيد
كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيدا ... لكن الرجل لم يعد إليها
فأصبحت الشجرة وحيدة و حزينة مرة أخرى
وفي يوم حار من ايام الصيف
عاد الرجل .. وكانت الشجرة في منتهى السعادة
فقالت له الشجرة: تعال والعب معي
فقال لها الرجل لقد تقدمت في السن... وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح
فقال لها الرجل: هل يمكنك إعطائي مركبا
فأجابته: خذ جذعي لبناء مركب وبعدها يمكنك أن تبحر به بعيداوتكون سعيدا
فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبا
فسافر مبحرا ولم يعد لمدة طويلة
أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل
ولكن الشجرة قالت له : آسفة يا بني .. لم يعد عندي أي شئ أعطيه لك
وقالت له:لا يوجد تفاح
قال لها: لا عليك لم يعد عندي أي
أسنان لأقضمها بها
لم يعد عندي جذع لتتسلقه
فأجابها الرجل لقد أصبحت عجوزا ولا أستطيع القيام بذلك
قالت: أنا فعلا لا يوجد لدي ما أعطيه لك
قالت وهي تبكي .. كل ما تبقى لدي جذور ميتة
فأجابها: كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه
فأنا متعب بعد كل هذه السنين
فأجابته: جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان للراحة لك
تعال ... تعال واجلس معي لتستريح
جلس الرجل إليها ... كانت الشجرة سعيدة تبسمت والدموع تملأ
عينيها
هل تعرف من هي هذه الشجرة ؟
إنها أبويك أو أحدهما
؛
؛
؛
؛
كم هو مؤلم بالفعل هذا النكران
هناك فئة من ضمن السعداء لا تتألم لأجلهما , بل تعبر عن سعادتها بطريقتها الخاصة لرؤية ذلك الألم
ألــــمٌ وأي ألمٍ :
ما نشاهده من أحداث يدمي لها القلب ونزف مستمر لجراح الأُمة وفقدان الأهل والأبناء والخوف وأنت في بيتك وعدم الأمان والطمأنينة , ورغم ذلك الألم هناك فئة ( بالفعل سعداء ) .ألــــمٌ وأي ألمٍ :
عندما يموت الأب وتكرس تلك الأم شبابها وحياتها لتربية طفلها
وترفض الزواج من أجله لكي لا تفقد حضانته وعندما كبر وأصبح شاباً قوياً
رد عليها :
( يــــــوووووووه .. أنا تعبان أبغى أرتاح .. روحي أنتي ) .
رد قاسي ومؤلم لم تتوقعه أبداً .. ( روحي أنتي ) ... ولكن إلى أين ..؟
تخنقها العبرة وتخفي دمعتها وتخرج أمام الجيران تلبس عباءتها
وتحمل ذلك البرميل لترمي ما فيه من نفايات
لأنها لا تريد من رائحته الكريهة أن تؤذي جيرانها .
ألــــمٌ وأي ألمٍ :
أخذنا من الدنيا الكثير , وسعدنا بها كثيراً
ولم نفكر أن نشارك أصحاب الآلام آلامهم ..!
كما لم نجعلهم يشاركونا جزء من سعادتنا ..!
أخي الحبيب الأديب الشاب الخلوق
أعتذر للإطالة طرحك بمثابة رسالةٍ أدبيةٍ تعليميةٍ سامقة وهادفة لعلها تصل
لأصحاب السعادة الزائلة الزائفة , ويعيشون معنى الألم لو مجرد خيال
ويبحثون جادين عن السعادة الدائمة بإذن الله .
جزاك الله خير ونفع بك ووفقك لكل ما يحبه ويرضاه
اللهم حنن قلوبنا على أمهاتنا وأبائنا وأرزقنا برهم يارب العالمين
اللهم حنن وسخر قلوبنا وقلوب ذرياتنا وإخواننا وأخواتنا وزوجاتنا وزوجات إخواننا والمسلمين والمسلمين باللطف واللين على عبادك المستضعفين والفقراء والمساكين, وأحشرنا معهم يارب العالمين تحت ظل رحمتك في جنتك .
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين