قصة غافل - للأستاذ : علي مزيد مرير

[أبو ربيع]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



من الروائع التي قرأتها للأستاذ : علي مزيد مرير (بوتمام)

قصة رائعه طريفة.. ومغزاها رائع.. عرضها بطريقة جميلة جداً..



قصة غافل :

أصبحنا وأصبح الملك لله.. ما بكَ أنتَ هنا ، وأنتِ ما تفعلين هناك...
ألم أقل لكما كفـّا عن هذا وذاك...

بدأ يومه بالصياح...
قام فتعثر فطاح ، ثم صاح...

ما هذه العيشة ، ما هذه التعاسة...
نكد وضجر بنى على اليوم أساسة...

توضأ ليصلي الفجر بعد طلوع الشمس...
نام لوحده بدون إزعاج ، لا يقبل حتى الهمس...

الابن يخاطب أباه : يا أبتاه ، ماذا تريد يا أبتاه...؟!
لا حول ولا قوة إلا بالله...
أريد أن أقوم لله.. أريد أن أصلي الصلاة...

لقد صلى المؤمنون في المساجد..
جميعهم مابين قائم وراكع وساجد..
وأنت على هذا السرير راقد..
ماذا أسمع يا ولد؟! موعظة؟! إن قلبي عليك حاقد..

خرج من البيت مسرعًا.. جعل للشارع قاطعًا..
ما بين مشي ٍ وركض ٍ مراوحًا..

خرج وما سلم على أمه وأبيه..
غافلا ً عن ذلك ، يا له من فعل كريه..
عقوق الوالدين يا سامعي احذر من الوقوع فيه..

حضر إلى مكان العمل ، وما قال السلام..
رحب به من مثله بالسب والشتام..
نادى مجتهدًا يا فرّاش متى يأتي الطعام..؟
لم يصم لسانه ولا لسان قرينه صام..
عن غيبة ونميمة وكذب وفضول كلام..
احذر أنت ، وأنت احذر فكل ذلك حرام..

عاد للبيت في ضجر ونكد..
أين الغداء ، طالبًا قد اجتهد..
مد وأكل في إقدام وجد..

وقف مسكين ببابه ، وللباب طرق..
أهناك شيء أسد به الرمق..؟!

صاح بقوله : لا إله الله.. ماذا؟ أتريد أن تطعمه يا أبتاه..؟
اطردوا هذا المسكين لا أريد أن أراه..

من فراشه قام وإلى الفراش رجع..
ارتمى ليريح باله من هم ، وجسمه من وجع..
غفل عما كان منه ، ليت وعيه له رجع..
نام كثيرًا بشراهة وليته ما اضطجع..

فاتت صلاة العصر ، والمغرب ، والعشاء..
ثم قام مذعورًا أين العشاء..؟
مدت له سفرة مم استلذ وشاء..
أكل حتى انتفخ الكرش وهبطت الأحشاء..

ثم نادى ابنه : يا ولد أأحد عني سأل..؟
قال : صديقك ، حاورته فأخذه مني الملل..
في غفلة منك ومنه ولا خوف من الله ولا وجل..
أعرض عنه قائلاً : فاتت أباك ليلة فدعه ينفعه الكسل..

صاح عاليًا : الموعد فات ، الموعد فات..
ماذا أقول إذا أتيتهم وقد ملأت قلبي الحسرات..؟
حرمتني من شيشة ودخان وقات..
وبلوت ، ورقص ، ولحن أصوات..
أحسرٌ على موعد فات..؟!
قد ملئ بالمعصيات والآثام والسيئات..
ماذا دهاك ؟ أين الحسرة على فوات الصلوات..؟
أين الحسرة على عقوق الوالدين وكثير الهفوات..؟
أين الحسرة على منع الصدقات..؟
أين الحسرة على القيل والقال والغيبة والشتمات..؟
أما تخشى رب الأرض والسماوات..؟
أما تخشى رب الأرض والسماوات..؟
احذر مباغتة الممات.. وأليم السكرات..
فقد سبقك من غفل وأسرف وتجبر ثم مات..

[وجدان]

هذه القصة تتكرّر على أرض الواقع بشكل يومي
سردها لنا الكاتب بطريقة ماتعة جدًّا وهادفة .

نسأل الله الثبات ، وشكرًا جزيلاً لك يا أبا ربيع
على نقلها لنا لعلّها توقظ الكثير من الغافلين .

تقديري.

[أبو ربيع]

هذه القصة تتكرّر على أرض الواقع بشكل يومي
سردها لنا الكاتب بطريقة ماتعة جدًّا وهادفة .
نسأل الله الثبات ، وشكرًا جزيلاً لك يا أبا ربيع
على نقلها لنا لعلّها توقظ الكثير من الغافلين .
تقديري.

وجدان..

الله يعطيك ألف عافية على هذا المرور الراقي..
وفعلاً قصة تتكر كثيراً..

ودي.. ووتقديري.. واحترامي..
لك ولمرورك الكريم..