كتبت مجلةالعصر:
معاناة 58٪ من أطفال اليمن تحت سن الخامسة بسبب سوء التغذية
2012-6-22 | خدمة العصر
كشف ممثل منظمة "اليونيسيف" في اليمن أن المجتمع الدولي بحاجة إلى التركيز أكثر على سوء التغذية وليس المشاكل الأمنية فقط.
فمع معاناة 58٪ من الأطفال تحت سن الخامسة بسبب سوء التغذية، ارتفع معدل سوء التغذية في اليمن، وكان من نتيجة هذا أن نسبة الوفيات بين الأطفال أقل من ٥ سنوات هي واحدة من أعلى المعدلات في العالم في حين يأتي اليمن الثاني عالميا بعد أفغانستان كأعلى معدل لسوء التغذية بين الأطفال أقل من ٥ سنوات.
وتضيف المنظمة، أن سوء التغذية الحاد يؤثر في حوالي 30٪ من الأطفال في بعض أجزاء من البلاد، على مقربة من المستويات في جنوب الصومال، وضعف عتبة الطوارئ المعترف بها دوليا.
ونظرا لحجم المشكلة، حث صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الجهات المانحة على إدراج مكافحة سوء التغذية ضمن أولويات جدول أعمال التنمية في اليمن.
"نريد أن نجعل من هذه الأزمة أولوية نظرا لحجم المشكلة"، كما صرح بذلك "جيرت كابيلايري"، ممثل اليونيسف في اليمن. وأضاف: "إنها حالة طارئة جدا مشابهة إلى حد كبير الوضع في القرن الإفريقي ومنطقة الساحل، لكنه لا يحصل على اهتمام بقدر مماثل".
وذكرت منظمة "اليونيسيف" أن الحالة الإنسانية المتردية في اليمن هي نتيجة التخلف المزمن، والتي تفاقمت بسبب سنوات من الصراع، وبلغت ذروتها في مواجهة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، صانع الأزمات ومبدد الثروات للمتظاهرين في ساحات اليمن الثورية.
وصرح ممثل المنظمة في اليمن أن صعوبة الوصول إلى الأماكن المتضررة من سوء التغذية بسبب المشاكل الأمنية ليس عذرا. وأوضح أن المجتمع الدولي بحاجة إلى تكريس نفس القدر من الاهتمام والموارد الموجهة للانفلات الأمني في البلاد لمواجهة تحديات التنمية في اليمن.
وأعطى مثالا بندرة المياه الصالحة للشرب، حيث أفاد بأن "ما يقرب من 60٪ من اليمنيين يجدون صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب. وإذا كان الصراع في العام الماضي غلب عليه الطابع السياسي، فماذا سيكون مصدر الصراع القادم، قد يكون تدافعا من أجل المياه".
وحسب مصادر إعلامية، فإن هناك دلائل على أن الجهات المانحة استجابت لدعوة التصدي لتحديات التنمية في اليمن، حيث تم التعهد في لقاء لمجموعة أصدقاء اليمن في الرياض، وبإشراف المملكة المتحدة في الشهر الماضي، بحولي 4 ملايير دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في البلاد.
وقبل يومين (في 20 يونيو)، أفادت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAid) أنها تعمل على زيادة المعونات لليمن بمبلغ 52 مليون دولار هذا العام ليصل إلى 175 مليون دولار. وأوضح ممثل "اليونيسيف" في اليمن أن معالجة سوء التغذية يعني أيضا التعامل مع تسهيل الحصول على المياه والصرف الصحي والتعليم، وليس مجرد توفير الغذاء.
كما كشف ممثل المنظمة في اليمن أن "اليونيسف" وباقي الشركاء يريدون معالجة تفاقم أزمة سوء التغذية بالتعاون مع المجتمع المحلي، في حين كان التنسيق في الماضي مع الهياكل الحكومية.
ويجري العمل حاليا في تنفيذ خطة تدريب 6000 متطوع يعملون في برامج التحصين لتقديم المشورة بشأن التغذية أيضا، مع هدف التمكن من تدريب 20000 متطوع.
وحذر "جيرت كابيليري" ممثل اليونيسيف في اليمن قائلا: "بلا مبالغة، إذا لم تتم معالجة مشكلة سوء التغذية لدى الأطفال فإن مستقبل اليمن كله في خطر".
وتشير بعض التقارير إلى سوء التغذية يتسبب على المدى البعيد في معوقات عقلية وجسدية لأطفال اليمن، وما يعنيه هذا اقتصاديا هو نشوء أجيال غير قادرة على العمل أو مؤهلة عقليا وجسديا لتنمية الدولة، وطبقا للبنك الدولي، فإن سوء التغذية يكلف اليمن 3.2٪ من ناتجها المحلي.
__________________