هناك معادلة لا يمكن لأحد تجاهلها أو التقليل من شأنها

تلك هي المعادلة بين إحتياجات الروح و متطلبات الجسد
فالبقدر الذي يتحكم فيه الإنسان بين روحانياته و مادياته تبرز على لوحة ذاكرته صورتان
متساويتان حجما و حركة و مطلبا

صورة المثل أو المثالية التي تشده إلى قيمة و إلى نزعة الخير و الفضيلة و الإيثار و التضحية
و جميعها دفعات روحية تؤصل في حياته جذور إنتمائه الإنساني و الأخلاقي و تحلق به نحو آفاق من السمو
لا تطالها المادة و لا تلوثها

و صورة الإحتياجات الحياتية التي دونها لا يقوى الجسد على تحمل أعباء حركتها
و لا على مواجهة التحديات المادية التي تمثل بالنسبة إليه عصب الحياة ودمها المتدفق

و يكفي معادلة عادلة لتلكما الصورتين المتصارعتين داخل أعماق الإنسان
أن نقف في جلال و يقين في الأثر العظيم الذي يقول :

" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا "

و بين عمل يعطي للروح وقودها النوراني
و عمل آخر يعطي للجسد طاقته الحركية
بين هذين العملين و المسعيين تأتي المعادلة من خلال كفتين متساويتين في ميزان العدل

‏*‏
‏*‏