ثـلاث خصـال
يُحكى عن بعض قدماء الملوك أنه كان إذا أراد محاربة ملك، وجّه إلى مملكته عيوناً يبحثون عن أخباره وأخبار رعيته قبل أن يُقدِمَ على محاربته، ويأمر هؤلاء الجواسيس بالبحث عن ثلاث خصال من أمره، وهي: ‏ ‏ أن ينظروا فيما يُرفع إلى هذا الملك من أخبار رعيته، هل هي على حقيقتها، أو أن أصحابه ووزراءه يخدعونه ويكذبون عليه فيها؛ أن يبحثوا عن الغِنى والجاه في أي صنف من الناس هما: في أهل الشرف والعقل، أم في الأنذال؛ أن يبحثوا في أمر المشاورة: هل يستعملها في أموره، أم يمضي الأمور على هواه.‏ ‏ فإن قالوا له عند رجوعهم إن الأمور والأخبار تُرفع إليه على حقيقتها، وأن الغِنى والجاه لدى أهل الشرف والعقل، وأنه يستعمل المشاورة، كفّ الملك عن محاربته والطمع في مملكته. ‏ من كتاب "الحكمة الخالدة" لمسكويه. ‏