بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ، ماظهر منها وما بطن

أما بعد:

هل مِن المعقول حقًّا أن يوجدَ في صفوف المسلمين

من يقوِّض مسيرتهم أو يخدش بناءهم؟!



أمِن المعقول أن يكونَ بين المسلمين من يجعَل من نفسِه تطوُّعًا معوَلَ هدمٍ

لا يقلّ ضراوةً عن معاول أعداء الإسلام؟!


أمِن الممكنِ حقًّا أن نصلَ إلى حالٍ نعاني فيها من بني جلدتِنا ما يفوق معاناتنا من أعدائنا؟!



فالجواب أن نعم،

وليس هذا بمستغرب، كيف لا وقد حدَّث عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم

وهو الصادق المصدوق كما في حديث حذيفة

حينما سأله حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قائلاً:

يا رسولَ الله، إنّا كنّا في جاهلية وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شرّ؟

قال: ((نعم))،


فقلت: هل بعد ذلك الشرّ مِن خير؟


قال: ((نعم، وفيه دخَن))،


قلت: وما دخَنه؟


قال: ((قومٌ يستنّون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرِف منهم وتنكر))،


فقلت: هل بعد ذلك الخير من شرّ؟


قال: ((نعم، دعاةٌ على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها))،


فقلت: يا رسول الله، صِفهم لنا،


قال: ((نعم، قومٌ من بني جِلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا))


الحديث رواه مسلم،



وفي لفظ له: ((وسيقوم فيهم رِجال قلوبُهم قلوبُ الشياطين في جثمان إنس))..



ولو لم يكن الأمرُ كذلك لما توعَّد سبحانه من يقَع في أتّون الإغواء والإضلال
بين المسلمين بقوله:


( إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ


لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )


سورة النور آية رقم 19