نعِسَتْ خُـيوطُ النور في أعماقنا
و تـبعـثرتْ في ثـغرنـا الأشعـارُ
ماذا أقولُ !؟ و نـجمُ ليليْ حَـائرٌ
واستوحشتْ من ظلمَتي الأقمَارُ ؟
ماذا أقـولُ!؟ و كل فجر ٍِ في فمي
يشكُوهُ من بُعـْدِ اللقـاء ..نـهَـارُ ؟
البـوحُ غـضبَـةُ شاعر ٍِ مـكبوتـة ٌ
في جـوفِ كل قصيدةٍ إعـصـار ُ
عذراً دمشقَ الحُبِّ ،عذراً شَـامَنَا
فالشعر في زمن الرصاصةِ عـَارُ
جفـّتْ عُيونُ اليـَاسَمينِ منَ الندى
في روضةٍِ شُنقتْ بـَها الأزهـَارُ
عَامان - يا أبتي- وعِرقُ نحورهم
سـالتْ بمسكِ دمـائـها أنـهار ُ
ُ
عَامَان - يا أبتي- و زهـرُ طفولةٍ
ما مَـلَّ من قـطفٍ لهـا بـشـَّارُ !
عـَامَـان –يقـتربانِ- في ذبح ٍ لهم
الموتُ رقَّ .. و ما هفَا الجـَزّارُ
"وا ضيعتاهُ " و لا مُجيبَ لصوتِهم
فالمُسلمـونَ المُـتـقـونَ .. عِثـَـارُ
ما بينَ مُـستـبق ٍ لقـصـرِ رئـاسةٍِ
و الوَاهـميـْنَ .. بأنـهـمُ ثــوارُ !
كانوا حـُمَاةَ الدينِ في زمنٍ مضى
و اليـوم أرخـى عزمَهـم دولارُ
نـَامتْ جيوشُ الفاتحيـن فلا ترى
جنداً لهم .. ضـدَّ الهـَوان تـثـارُ
هذي جنودُ بني المغـول تـحدّرتْ
من جنسِ هـُولاكو - أتوا- فأغَارُوا
لم يسلمِ العِرضُ الشريفُ من الأذى
حتى يـُدنـِّـسَ طرفـَهُ الـتـاتـَارُ
جرح الجسوم على النفوس مُكدِرٌ
لكنَّ عـِرضَ شريـفـة ٍ .. أكـدارُ
أنّى التبسمُ و الجـراحُ عميقـة ٌ
و أنيـنُ حـزني .. أنـهرٌ و بـحـارُ
لن تصرعَ السِّفاح غـيرُ شبيبةٍ
تهوى المنونَ كما هَـوى عمَّارُ
الروحُ فوقَ أكفِّهم .. و نشيدُهم :
الموتُ من نبغي .. و من نختارُ
لـتعودَ شـَامٌ بعـدَ طـِولِ غـيابها
و يزولَ عن صفو ِ الحياةِ غـُبارُ
و يُـغرّدَ القِـمْريُّ فوق غـصونـهَا
و تــؤوبَ بعد شتـاتها الأطيـارُ
جـُودي سحابَ النصر غيمَ عذوبةٍ
فالروضُ -رغم خريفهم- أزهـارُ
لله درك يازكريا وحفظك أينما كنت
هنا محبك : عبدالرحمن