كان حتى نظاما يمضي على الخلق يا هداك الله
هنا التاريخ وهنا حقيقته
وكان يعتقد بعضهم أنه يدفع بواسطة شياطين الجن الذين"يتحالفون" مع سائقه حتى يثبتوه على ظهره أثناء سيره مقابل تنازلات ومعاهدات عقائدية، الأمر الذي جعلهم يتعوذون بالله منه سبع مرات، ويأمرون نساءهم بتغطية وجوههن عنه، وإذا لامس شيئاً من أجسادهم أعادوا الوضوء إن كانوا على طهارة، ويقفزون إثره إذا ما وجدوها أمامهم على الأرض بعد أن يبصقوا عليها، ودخل عند بعضهم ضمن المحذورات التي لا تقبل شهادة مرتكبها.
نشر الرذيلة وشرب "التتن" رخصة قيادة سيكل في القرى صادرة من هيئة الأمر بالمعروف وورد في التحقيق الذي أجراه الزميل سعود المطيري ونشرته صحيفة "الرياض" السعودية أنهم قرنوا استخدام "السيكل" في ذلك الوقت واقتناءه بالفساد والفسوق، واعتبروه من الملاهي والبدع التي تشغل الناس عن الصلاة بالمسجد وأداء العبادات والعمل الصالح، كما اعتبروا سائقه ومقتنيه عنصر فساد في المجتمع، وخطراً يهدد بنشر الرذيلة وشرب التتن (الدُّخان)، والاستدراج المشبوه، وانضم صاحبه إلى قائمة ما يعرفون وقتها بـ "الدشير"، وأضيف لمصطلح الشتيمة التي يوصم بها هؤلاء اسم السيكل لتكون هكذا: "شرابة التتن مطردة الدجاج ركابة السياكل".
أما الذين قبلوا به بعد ذلك كـ "شر لا بد منه" فقد تعاملوا معه بحذر واستحياء، وقصروا استعماله على البالغين بشروط صارمة وثَّقتها نماذج من رخص السير الرسمية التي كانت تصدر حينذاك عن طريق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "النواب" في بعض المدن في السبعينيات الهجرية، والتي لا تعطى إلاّ بعد أن يقدم شهادة تزكية واستقامة من إمام وجماعة المسجد، على أن يقتصر استخدامه في ساعات النهار فقط، وأن لا يحمل عليه شخص آخر - في إشارة إلى صغار السن -، وفرضوا عليه ضريبة سير في بعض مدن نجد وكانت عقوبة من يستخدمه دون رخصة الجلد ومصادرة "السيكل"، معتقدين أنه يُدفع بواسطة شياطين الجن ويتطهرون منه بـ "الوضوء".