" قراءة / نقــدية .. في قصــة / وتساقطــت أوراق الخريـــف "
لماذا كُـتب هذا النص ؟ , وهل يمــكن أن نراهن على أن
كل من يصله المستوى الفني-الذي أُنتج لكم - يعي الهدف
الذي من أجله هطلت جيوش الألم دفعة واحدة ؟
أسئلــة كثيرة تتساقط على ذهني كلما تأملت عملا أدبيا جميلا
إن قصة ( وتساقطت أوراق الخريف ) تتطرق إلى موضوع عادي
وأقصد بالعادي- كل ما يمكن أن يقع أو نتوقع حدوثه في إطار
ظروف منطقية معقولـة حتى ولو لم يحدث من قبل.
والفـن يهدف بالدرجة الأولى إلى الموضوعات العادية ,
أما الأعمال المميزة أو الكتابة المغايرة أو ما شابه, ما هو
في النهاية إلا عادي تناوله مبدعه بطريقة غير عادية ..
ولكن لماذا " وتساقطت أوراق الخريف " ؟
إن الفن . لا يكون فنا إلا إذا حمل الواقع/ المعنى
وفق رؤية مبدعه الخاصة , فيضيف ولا يقرر , ويبني ولا يقف
راصدا لما يتم بناؤه , وهو بذلك يجعل القارئ / المستمع
كمستهدف مشاركا في النص متفاعلا معه . أي أن الفن يضيف
لمستهدفه الرؤية , وبينما يخرج عن اطار الفن كل منجز لا يضيف
ولا يؤثر في مستهدفــه بشكــل بناء "
إذن , النص الذي أمامكم أجد فيه فناً يتشرب من الواقع
كــل ما فيه من " وأد " يتجول بين النــاس دون خوف
من " الحـــرام " ...
ممــا جعلني أقوم بقراءة هذا النــص بتأن ورويــة
تختلــف عن قراءتي له – كأنطباع أول – عند طرحه.
- قراءتي لنص( وتساقطت أوراق الخريف )
تتلخــص في قول " ستانلي فيش " :
" انكم حين تصلون إلى راي واحد محدد لا غير تكونون
خارج إطار القراءة – القراءة الايجابية تحديدا التي تشارك في بناء النص"
ومن تلك " النظرية " تقرب من الهدف – إن لم تكـن وصلت
إليـــه بعــد قراءة متأنية للنــص وهذا ما اتبعته شخصيا عند
قراءتي للنــص و التوقف عند لغته ودلالاته .
( حلــم رائــع )
من روحها تهبط المأساة, لتوزِّع الواقع الفاجع على أنفسنا, ومنتدانا , وجنوبنا.
تلك المُتعَبة كليل دامس تشبَّّـع بالحزن التي تشعر معها بأنها تعيش مرتين !
مرة حين تعري حقيقة " الوأد " و تُظــهر لنا الأرواح المدفونة في دفترها
المثقل بالإرهاق و الإزهاق , المكتظ بالأصوات المستغيثة بالأموات !
( إنهـــا الكلـــمة : تلك الحياة المستقلة الجميلـــة التي حين نذرفها نشعر بالراحــة )
هي حياة " الكاتبة " التي نقرأها و نستقي منها تساقطات زهورنا و ذبول واقعنا
في قصصهــا ذات النكهة الفريدة التي لا تخلو من رائحــة الفـُــل المتمردة على محيطها الحــالم بالروعة ..
أما تنفسها الآخــر ... فهو بلا شك لن يخلــو من كربون " وأد " الواقــع ..
ولنا أن نتخيلها تعيش – ايضا – مع دفترها كلما سنحت لها الفرصة
لتنقش جرح جديد على أوراقها ثم تتأملــه .هل يليق بنا ؟!
( لغــة و أسلوب النقصة ) :ألاحظ أن اللغــة في " وتساقطت أوراق الخريف "
لغة مخففة . وسط بين العامية والمنقحة والفصحى
العاليــة " أقرب إلى لغة الصحـافة المقروءة في كونها
أكثر بساطة وسلاسة . كما أن العمل الفني الواحد أحيانا يعالج موضوعه بأكثر من مستوى.
فهناك من الاعمال مالا يمتلك سوى مستوى واحد فقط وهو المباشر.
وينطبق هذا المستوى الواحد - نوعا ما - على ( وتساقطت أوراق الخريف )
وهذا لا يعني خلوها من صور شعرية .
( الحرام ) :
" الحرام موجود لدى الناس , أحيانا لا يستطيعون
إخفاءه ولكنه أحيانا يهزمهم وينتصر على رغبتهم
في إخفاءه ويظهر متبلورا في بطن منفوخ أو لقيط مسجى "
إذاً من هنــا تبدأ ولادة ( اللقيـــطه ) بطلت القصه ( وفاء ) .
لا شـــك أن لــــي عـــودة ,,