أخط بمقلة العين اعتذاري
لتبْردَ في الحشا أشواق ناري
أُقرّرُ أنْ أُفارقَ خيرَ صَحْبٍ
وأرجعُ حين أخطئُ عن قراري
لأنّ خسارة الأصحاب جهلٌ
تجرُّ إلى القطيعة والدّمار
ألا تباً لنهج البغض تبا
وتبّا للضغينة من شعار
فكيف بحضرة الأصحاب نبدي
تعصُّبَنا ..وبسمتُنا نواري؟!
أ يحكُمُنا المزاج بغير وعي
وعين العقل تُبلى بالعَوار
ولو حكمتْ مودّتنا لَسدْنا
ولكنّ العدا سادوا دياري
وللأصحاب إن غابوا حنينٌ
ألا فابحث عن القوم الخيار
فبلسم قربهم يشفي فؤادي
وفي طعم النوى جمر انصهاري
وتغشاني السكينة حين تزهو
معَ الأحباب أطراف الحوار
وإنْ أبديتُ في ليلي حديثا
به غضبٌ وأزعجهم جواري
سيخنقني طوال الليل همٌّ
وأعدلُ عنه في وضح النّهار
فلا عَدِمَ التريّثَ مثلُ حرٍّ
أُبادلهُ اصطبارا باصطبارِ
الأديب : أشرف حشيش