الفائدة السادسة والثلاثون:
رمضان يربي في نفس المسلم الانتصار بمعناه العظيم، فيتعلم المسلم الانتصار على شهوة الأكل، والبطن والفرج ووسائلها من نظر وتفكير، وهذا أول خطوة في طريق الانتصار والمجاهدة.
الفائدة السابعة والثلاثون:
بالصيام يتعلم المسلم كيف يقهر نفسه وهواه؛ لأن طاعة النفس والهوى أساس المعاصي و الذنوب، فما عُصي الله إلاّ بطاعة الهوى، فجاء رمضان ليدرب المسلم على ترك ما تهواه نفسه وتنازعه عليه، وعلى أن يقهر نفسه، فيذوق حلاوة ذلك، فنفس الصائم تشتهي الطعام بمقتضى الفطرة، ويزين له الشيطان شهوته، وقد يضع له الحيل لذلك، فيأتيه إيمانه فيقهر شهوته ومنازعته، ويحول بينه وبين حرمات الله، فعند ذلك يقود زمام نفسه حيث يريد الله، ولا تقوده نفسه حيث يريد الشيطان.
الفائدة الثامنة والثلاثون:
الصيام يكسر شهوة البطن و الفرج، ويعود المسلم على أن الصبر على الجوع أهون من أكل الحرام، وأكثر ما يدخل الناس النار البطن والفرج.
الفائدة التاسعة والثلاثون:
في رمضان إثبات لحكمة المولى سبحانه وتعالى الذي يخلق ما يشاء ويختار، فقد خلق شهور السنة، واختار واصطفى رمضان، فالحمد لله على علمه و حكمته، والحمد لله الذي فضّل نبينا على الأنبياء، وكتابنا على سائر الكتب، وديننا على جميع الأديان، وبناء عليه فأمتنا أفضل الأمم.
الفائدة الأربعون:
رمضان مدرسة ليتعلم الناس فيها نفع الغير، وتقديم المساعدة لهم و الإحسان عليهم، ففي رمضان تكثر مشاريع الإفطار والصدقات والهدايا والهبات، ويتسابق الناس في البذل والعطاء، وهذا درس عملي ميداني للنفع، مما هو مقصود للشرع؛ فإن الشرع يسعى أن يتعاون المؤمنون فيما بينهم، ويخدم بعضهم بعضاً، والمجتمع الإسلامي اليوم أحوج ما يكون لأن يتدرب أفراده على ذلك.