الفائدة الحادية والخمسون:

في الصيام تظهر آثار أسماء الله وصفاته، فمثلاً:

ـ الغفور تظهر آثاره بمغفرة الذنوب.

ـ التواب تظهر آثاره بقبول التائبين.

ـ العفو تظهر آثاره بالعفو عن المذنبين.

ـ الحكيم لحكمته باختيار رمضان وتفضيله على سائر الشهور.

ـ العليم فهو الذي يعلم بحقيقة صوم الإنسان من عدمه.

وهكذا بقية الأسماء الحسنى، فإذا تأملها المؤمن أورثته من الإيمان ومحبة الله ما يعرفه أهل هذا الشأن.

الفائدة الثانية والخمسون:

رمضان يربي في الناس علو الهمة على التنافس في الخيرات، والمسابقة في الصالحات، ويظهر هذا في بداية رمضان فإنك تجد همم الناس عالية، وأنفسهم لديها الاستعداد للجد في العبادة، فيخطط بعضهم بأن يختم القرآن أكثر من مرة، والآخر بأن يقوم الليل، والثالث بالاعتكاف، وعلو الهمة يجعل الشخص لا يستثقل العبادة ولا يرضى دون السير على طريق السلف.

الفائدة الثالثة والخمسون:

رمضان يعوّد الناس على حياة التقشف والاكتفاء بالقليل، فيكفيه طوال يومه طعام أكله في وقت السحر، وقلة تنعم الناس لها دور في طرد الكبر والبطر والتبذير والإسراف عن المجتمع، ولها أثر على القلب كما ورد عن السلف في ذلك، ومن تأمل حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهر له ذلك؛ فقد خير بين أن يكون عبداً رسولاً أو ملكاً نبياً فاختار أن يكون عبداً رسولاً، ويمر الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار، ومات صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من الدقل وهو من التمر الرديء.

ولا تُقاس الأمم والحضارات بمظاهر الترف والغنى ومستوى الدخل، بل القياس على ما يوجد في قلبها من عبادة وانكسار لربها وقيام بما يريد، وبما تحمله من قيم وما تمارسه من أخلاق وسلوك وما تتبنى من أفكار.

الفائدة الرابعة والخمسون:

رمضان مدرسة لاقتناص الفرص، والحذر من ضياعها؛ ففي رمضان فرص عديدة جاءت الأدلة لحث الصائم عن اقتناصها لأجل أن يعتاد على ذلك، ففي رمضان فرصة ليلة القدر، وفرصة القيام وختم القرآن وتفطير الفقراء، فيعلم المسلم أن الفرصة إذا فاتته لا ترجع؛ فيهتم لها، ويستعد؛ فيتربى المسلم على تتبع الفرص على مدار العام.

الفائدة الخامسة والخمسون:

إخفاء ليلة القدر في رمضان على المسلمين ليتربوا على الاجتهاد في العبادة، وبذل الوسع فيها، وتحري مظانّها، ففي العشر الأواخر يتحرى المسلم ليلة القدر ويلتمسها، ومن صدق في تحريه التمسها في جميع العشر؛ ففي كل ليلة من ليالي العشر يصلي ويقوم ويدعو ويقنت، وفي الجمعة يبحث عن ساعة الإجابة ويتحرى ويطيل الدعاء لعله يوافقها، ويتحرى الثلث الأخير من الليل، وهذا له دور على عبادة الإنسان ودوام طاعته.