للفقر دائما سياط تجلد شموخ العفاف والإباء ويتخذه كثير من المصابين بدائه
(عافانا الله وإياكم وكفانا حياضه المرة) شماعة يخلع عليها معطف الفضيلة
إلا من رحم ربي وثبَّت قلوبهم من الزيغ والأهواء ...
وهنا نموذج مشرق لشموخ فقيرة
هل تلعـقين جواربي وحـذائي
أم ترضخين لنــزوتي وندائي
أو فَـلْتموتي إن أردت تكــبراً
وأَبَيْتِ من مــالٍ ومن إغـراء
قالت وقد عقد المقــام لسانها
تالله أهـــون أن أموت بدائي
أتريد ويحــك أن تهين كرامتي
مهلاً...!!! فدتها راحتي ودمائي
أتراني تائهة وأيضــاَ مريضة
وترى بأحفــور الخدود بكائي
وأبيتُ بالبيــداء تسكن خافقي
والجوع عشعش في دنا أمعائي
لكنني والله يعلـم وحـــده
نحو الخنا ما ملتُ بالإيمــاء
أنا لست عاهرة أبيع بضاعتي
لن تستطيع بحفـنة إغوائي
إني لأرجو أن أمـوت بعزتي
ما نفع إن ذهب العفاف بقائي
كالسبع يلفظ في شموخٍ صيده
إن كان مثلك ميِّت الأحشـاء
سأعيش مثل الصقر حراًّ ينتقي
شمّ الجبال وفــاخر الأشياء