انطفأت قناديل الحيّ و انتحرت آخر خيوط الشمس خلف الأفق
نامت عيون الحالمين و باتت الشوارع وحيدة رفقة همسات العابثين
لم يبق سوى أطياف سابحة في سماء الليل الحزين
ناي هجره العازفون يروي قصّة زهرة ذابلة ألقتها يد الزمان
على أرصفة العذاب تشكو أنّات القلب تلتحف دموع الغياب
ها هي ترتشف قطرات الندى المنتحرة على بتلاتها
تستجدي ذرّات الهواء لعلّ بها ما يحيي ذاك الرميم
عبثا تحاول استرجاع أنفاسها
تهاوت وريقاتها الواحدة تلو الأخرى
و لم يشهد موتها غير القمر البائس
نزفت السماء دموعا خجلى لتسقي ذكراها المتناثرة في ازقّة المدن التائهة
أقبل الصباح و فرّ الظلام سريعا متسلّلا كمن يسترق النظر خلسة
انتهت قصّتها دون أن يعلم بوجودها أحد
امتلأت الشوارع بالمارّة و استيقظ الحالمون
فجأة انتشر في الأرجاء عبق جميل لم يعرفوا مصدره
كانت آآخر رسالة خلّفتها تلك المسكينة بعد رحيلها
قتلوها لكن كافأتهم بالعطر الزّاكي
ما أروعك غادرت و في القلب منك ذكرى معتّقة كالنبيذ ....