" أساتذتي الأجلاء بجميع مراحلي الدراسية "


مروا بجميع مراحل دراستي
من الإبتدائية إلى تخرجي من الجامعة
أساتذة أفاضل من
السعودية و مصر و السودان و الأردن و سوريا و فلسطين منهم من أذكر أسمائهم و آخرون نسيتها
و لكن تبقى صورهم و مواقفهم معي
راسخة بذاكرتي للأبد
فهم من لهم الفضل بعد الله
لما أنا عليه و ما وصلت إليه الآن
أذكر منهم
الأستاذ / سيد عبدالمنعم
الأستاذ / الزبير أحمد
الأستاذ / صالح القحطاني
الأستاذ / الأمين عثمان
الأستاذ / عزت عمر
الأستاذ / محمد الحقباني
الأستاذ / عبدالمنعم صبري
الأستاذ / أحمد الزهراني
الأستاذ / محمد الباجوري
الأستاذ / إبراهيم دغريري
الأستاذ / سعود الفالح
الأستاذ / عبدالله العطيان
الأستاذ / فهد أبو إثنين
الأستاذ / صالح الغامدي
الأستاذ / نايف الحربي
و هناك الكثير بالمرحلة الإبتدائية و المتوسطة
و لكن نسيت أسمائهم
و ما زلت أذكر صورهم و مواقفهم
فعذرا منهم


الأمين عثمان

من السودان الشقيقة
أستاذ اللغة العربية بالمرحلة المتوسطة

كنت مقدم الإذاعة بالمدرسة
من الصف الأول إلى الثالث
ذات يوم و أنا بالصف الثالث
و قبل نهاية الفصل الثاني
كان الإستاذ مشرفا على إعداد
حفل إدارة تعليم الرياض السنوي الخاص بالمدارس المتوسطة
بمسرح إسكان قوى الأمن
برنامج هذا الإحتفال هو تتويج الفائزين
في المسابقات الثقافية و الرياضية
و العروض المسرحية
و تكريم المتفوقين
فأصر علي أن أكون مقدم ذلك الحفل الكبير
صدقا صدمني هذا القرار
فإختلاف المكان و الوجوه إختلاف شاسع و كبير
فأن أقدم الإذاعة بمدرستي
و أمام زملائي و أساتذتي
فهذا شيء إعتدت عليه
و لكن أن أكون أما جمع غفير
و مسرح ممتلئ و أمام سعادة
مدير التعليم
فهذا شيء قد أخفق فيه
و لم أعتد عليه
فأمسك بيدي هذا الإستاذ
و شجعني و قال لي

"يا ولدي أنا أستاذك و أنا من وضعك
مقدم للإذاعة من ثلاث سنين و أثق بقدراتك
و هذه سنتك الأخيرة معنا
أريد أن أرى نجاح ما زرعته فيك
في هذا الحفل أفلا فعلت هذا من أجلي"

فكانت كلماته دافعا قويا لي
خصوصا أني أجله و أقدره و أحبه
و لا أريد أن أخيب أمله
أخذت منه ورقة تقديم الفقرات
و كانت ذا وجهين
و حفظتها عن ظهر قلب
خلال أسبوع البروفات الأولية
و لم أشعره بحفظها فقد كنت
أقدمه من تلك الورقة التي أمامي أثناء البروفة
صدقا كان تحديا مع النفس
أريد أن يراني مختلفا
أريد أن يرى نجاحه كما يأمل

أتت تلك اللحظه
لحظة دخولي المسرح
كان معي خلف الكواليس
شجعني قبل دخولي
فتوكلت على الله
و دخلت لأقدم الحفل و أولى
فقراته
و أنا أتمتم ببعض الأدعية
و أثناء دخولي كنت أتأمل الوجوه و ذلك الزحام
لم أصل إلى المنصه إلا و قد زال شيء من رهبة البداية
و ضعت الورقة على منصة التقديم
رفعت رأسي و أنا في تحدي مع نفسي
و بدأت في التقديم دون النظر إلى الورقة
عدت إلى الوراء
و بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم
هنا أحسست أنني أستطيع التقديم دون ورقة
فقد كسرت كل الحواجز
نظرة إلى باب الكواليس
إذا بأستاذي يؤشر لي بيده
أي أن كل شيء تمام و على مايرام
بعدها وضعت الورقة في جيبي
و هو يشاهد في ذهول
كما قال لي لاحقا
فأكملت التقديم بكل إقتدار
إحتضنني بعد نهاية الحفل
و هو يكيل الثناء و المديح
سألني كيف فعلت هذا ؟
فقلت له :
لأنني أقدرك و لأنك أردت أن ترى نجاحك
أردت أن ترى نجاحك بطريقة
أخرى فكان ما رأيت
فأنا بآخر سنة و ليس أمامي
شيء أقدمه إليك لجميل تعليمك لي
و قد منحتني هذه الفرصه فأردت إستثمارها
إحتضنني مرة أخرى
و أقسم بأني شاهدت دمعة تنساب من عينه بصمت .
هذه القصة لا تفارقني أبدا أذكرها كلما رأيت تقديم حفل
و أحسست بأن هذه اللحظه هي نجاح كبير بالنسبة لي
كان وراءه هذا الإستاذ
فقد أصبحت منذ ذلك اليوم
لا أخشى الزحام و أحب الإلقاء
و أستفدت من ذلك في مراحل التعليم اللاحقة
هذا الإستاذ مستقر حاليا بالإمارات
و ما زلت على تواصل معه
إلى الآن

شكرا لك أستاذي الفاضل
دعوت و سأدعو لك دائما
فلقد جعلتني مختلفا


أساتذتي

لكل منكم قصة و وقفة
لا يحتمل المكان لذكرها
فعذرا منكم
أخيرا أوجه لجميع أساتذتي
من ذكرت منهم و من لم أذكر
رسالة حب و تقدير و إجلال
و دعوات بالخير بظهر الغيب
أسعدهم الله و وفقهم بحياتهم
أينما كانوا