صاحب الفضل الذي جعلني مختلفة قليلا هو:
الله

بداية وهبني فصاحة اللسان
وهذه خصلة لم نتعلمها ممن حولنا ولا تجلبها لنا قواعد اللغة التي درسناها مشوهة
فكنت من الله أدرك اللحن دون معرفة الموقع الإعرابي .وإن حدث خلل فنحن بشر .
وهبني الرغبة في الوقوف كلما عثرت والتعلم من عثرتي .
وهبني رغبة مقاومة ما يجانب المنطق ولو تخاذلت أحيانا عن تلبية تلك الرغبة .
وهبني صراحة في الحق وإن دفعت لها ثمنا
وهبني موهبة صياغة الكلمة وفتلها بعونه وقوته حتى
ينسكب من خلالها ما يجيش في نفسي أو في نفوس من حولي
وإن بهتت قليلا ربما لمجافاتي ترويضها و الاستزادة من دررها
وهبني فن الإقناع أحيانا بتبصيري غالباً بأدوات ذلك الفن
وهبني الشعور أني لا أملك شيء حتى لا يداخلني العجب
فبصرني في مرآة ذاتي بأدوات نقصي لا يبصرها غالبية من حولي
لتهدم صرح غروري دائما توقفني أمام مرآة ذاتي
فانا استعظم مثالبي حتى أنها توصلني حد التلاشي أمامي
وهبني شعور فطري أني لا أختلف عن الحافي الفقير غير أنه سيسبقني ورودا على الله
فألفت مجالسته قبل من يعلونني أو يماثلونني حالا وإن استنكر من حولي فعلي لكنهم أقرب لقلبي وهمومهم تشغلني وإن عجزت عن رفعها
وهبني ترقب عقابه كلما حدت قليلا عن طريقي
وانتظار غوثه كلما ادلهمت علي خطوب الحياة
وهبني لحظات كثيرة شعرت فيها أني منه قريبة
الله
من جعلني مختلفة
لأنه يريد مني ألا أخلد إلى الأرض
وإن قصرت
لا أعني من مقولتي السابقة أن تفردت بل تميز بها غيري كثر
ولا أعني تميزي هذا للأفضل فالبعض يراها مثالب
وإن رأيت بعضها عقبات
أثرت على مسيرة حياتي

لكنني تعودتها وسعيدة أنها وهبت لي مع من تميزوا بهاومهما دفعت لها ثمنا لن أقايض بها الحياة
و...يتبع