( ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين
أن ينزل عليكم من خير من ربكم )
حتى الخير لا يودون أن يأتينا من ربنا
فكيف يودون أن يأتينا منهم أو يفعلون؟!
ولكن
(فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
أ.د. ناصر العمـــــــــــــــر
( ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين
أن ينزل عليكم من خير من ربكم )
حتى الخير لا يودون أن يأتينا من ربنا
فكيف يودون أن يأتينا منهم أو يفعلون؟!
ولكن
(فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
أ.د. ناصر العمـــــــــــــــر
القول في تأويل قوله تعالى : (لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ( 23 ) )
يعني - تعالى ذكره - : ما أصابكم - أيها الناس - من مصيبة في أموالكم ولا في أنفسكم إلا في كتاب قد كتب ذلك فيه ، من قبل أن نخلق نفوسكم ( لكي لا تاسو) يقول : لكيلا تحزنوا ، ( على مافاتكم) من الدنيا ، فلم تدركوه منها ، ( ولا تفرحو بما اتاكم) منها .
ومعنى قوله : (بما اتاكم) إذا مدت الألف منها بالذي أعطاكم منها ربكم وملككم وخولكم ، وإذا قصرت الألف فمعناها : بالذي جاءكم منها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
تفسير الطبري
خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ }
لقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم،
وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم،
وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم،
وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى.
[مصطفى السباعي]
{ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ }
إنها المرأة حين تعين زوجها على كفره وعناده،
ولذا ستكون عونا عليه في عذابه في نار جهنم!
قارن هذا بحال خديجة رضي الله عنها،
فإنها لما هيأت بيتا هادئا هانئا لزوجها صلى الله عليه وسلم
بشرت ببيت في الجنة، لا صخب فيه ولا نصب،
فما أعظم أثر المرأة في حياة زوجها.
[ينظر: ابن كثير]
{ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ }
إن سلوك طريق المؤمنين ومجالستهم، والانحياز إليهم هو سبيل النجاة الحقة؛ لأنهم في كنف الله وعنايته، حتى وإن تقاذفتهم الفتن، وكانت أسبابهم يسيرة، كسفينة من خشب في أمواج كالجبال، كما أن سلوك طريق الكافرين والمنافقين والانحياز إليهم هو سبيل الهلاك، حتى وإن توفرت لهم الأسباب المادية المنيعة كالجبال في علوها وصلابتها.
[فهد العيبان]
في ظل التقلبات والاضطرابات العالمية والإقليمية،
ما قرأت هذه الآية إلا أضافت إلى نفسي نوعا من الاطمئنان،
وهي قول الحق تعالى:
{وَلِلَّـهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
جوال تدبر
( كلوا وأشربوا هنيئآ بما أسلفتم في الأيام الخاليه )
خرج ابن عمر ومعه أصحاب له ووضعوا سفرة لهم فمر بهم راعي غنم ..!!
فدعاه ابن عمر ليأكل فقال : إني صائم .. فقال ابن عمر : اتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه ؟؟
وأنت في هذه الجبال ترعى الغنم ؟؟
فقال : إني والله أبادر أيامي الخالية ..
" الدر المنثور "
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ
رَآنِي النَّبِيُّ ﷺ وَأَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ،
فَقَالَ:"مَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟"
قُلْتُ : أَذْكُرُاللَّهَ،
قَالَ: "أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّهَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ؟
تَقُولُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ،
وَتُسَبِّحُ اللَّهَ مِثْلَهُنَّ "،
ثُمَّ قَالَ: " تُعَلِّمُهُنَّ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدَكَ ".
أخرجه النسائي (6/50) ، رقم ( 9994 ( ،
وابن خزيمة (1/371 ، رقم 754) ،
والطبراني (8/238 ، رقم 7930)
وصححه الألباني (صحيح الجامع، رقم: 2615(
هذا الحديث الجميل للأسف هو كنز من كنوز السنة النبوية
المنسية هذه الأيام،
اقتباسه من كتاب (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ )) للشيخ ناصر العمر
وقد بين الله عزوجل سبب اعراض المعرضين عن تدبركتابه الكريم
فقال أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا فسبب انصراف المنصرفين عن كتاب الله
مافي قلوبهم من الأقفال فمن وجد في نفسه انصرافاً عن تدبر القرآن
فليعلم أنه مبتلى ابتلاءً عظيماً وليستعن بفالق الإصباح
ليزيل مابقلبة من غشاوةً لينعم بضياء القرآن .
بعد أن ذكر الله تعالى المناسك – في سورة الحج – قال :
** ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } الحج/30 ،
ففيه إشارة إلى أن الحج ليس أقوالا وأعمالا جوفاء ،
وأن الخير الكثير إنما هو لمن تنسك ؛ معظماً لحرمات الله ، متقياً معصيته ،
ولعل في افتتاح السورة بالأمر بالتقوى ، واختتامها بالجهاد في الله حق المجاهدة تأكيداً على ذلك .
[ د . عبدالله الغفيلي
قد لا تختم الآية الكريمة بأسماء الله الحسنى صراحة ،
ولكن قد تذكر فيها أحكام تلك الأسماء،
كقوله تعالى - لما ذكر عقوبة السرقة، فإنه قال في آخرها -: ( نكالا من الله، والله عزيز حكيم ) المائدة/38،
أي: عز وحكم فقطع يد السارق، وعز وحكم فعاقب المعتدين شرعا، وقدرا، وجزاء".
[ ابن سعدي]
أكثر الناس ثباتاً من جمع مع العلم العمل، وأسرعهم انتكاساً صاحب العلم بلا عمل (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا)
عبدالعزيز الطريفي
*******
لنتذكر
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
من أخذ بالعدل كان حرياً بالهداية؛ لمفهوم المخالفة في قوله تعالى:
(والله لا يهدي القوم الظالمين)
فإذا كان الظالم لا يهديه الله، فصاحب العدل حري
بأن يهديه الله عز وجل؛ فإن الإنسان الذي يريد الحق ويتبع الحق -والحق هو العدل-
غالباً دُهيى، ويوفق للهداية.
ابن عثيمين، تفسير القرآن
إن النعم قد تكون سبباً للطغيان؛ لأن الإنسان إذا دام في نعمة، وفي
رغد، وفي عيش هنيء فإنه ربما يطغى، وينسى الله عز وجل، قال تعالىألم تر إلى الذي حاج ابراهيم في ربه أن آتاه الله الملك)
فهذا الرجل ما طغى وأنكر الخالق
إلا لأن الله آتاه الملك؛ ولهذا أحياناً تكون الأمراض نعمة من الله على العبد؛ والفقر
والمصائب تكون نعمة على العبد!
ابن عثيمين، تفسير القرآن - بتصرف
إن القلب المقفر من الإخلاص، لا ينبت قبولاً، كالحجر المكسو
بالتراب لا يخرج زرعاً:
(فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا)
محمد الغزالي، خلق المسلم
ذكر الله في آخر البقرة أحكام الأموال وهي ثلاثة أصناف: عدل،
وفضل، وظلم؛ فالعدل: البيع. والظلم: الربا. والفضل: الصدقة. فمدح المتصدقين
وذكر ثوابهم، وذم المرابين وبين عقابهم، وأباح البيع والتداين إلى أجل مسمى.
ابن تيمية، مجموع الفتاوى
الخادم متى علم أن مخدومه مطلع عليه؛ كان أحرص على العمل
وأكثر التذاذاً به، وأقل نفرة عنه، وكان اجتهاده في أداء الطاعات وفي الاحتراز عن
المحظورات أشد؛ فلهذه الوجوه أتبع الله تعالى الأمر بالحج والنهي عن الرفث
والفسوق والجدال بقولهوما تفعلوا من خير يعلمه الله).
مفاتيح الغيب، الرازي
وصية إمام مجرب:
يقول الشعبي: «إذا قرأت القرآن فاقرأه قراءة تسمع أذنيك، ويفقه قلبك، فإن
الأذن عدل بين اللسان، والقلب .»
الزهد، لابن المبارك