اخى الكريم .. ابو إسماعيل حفظه الله ورعااه
اسال الله ان يجعل ما طرحته هنا فى ميزان حسناتك يوم تلقااه ؟؟
فالسلام عليكم معاشر الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته .وأسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل هذا الحوار مباركاً نافعاً لمن قاله ، ومن سمعه .
ومن يفرائه ..
أيها الأحبة الأجلاء : هذه تذكرة لأولي الألباب وتسلية لكل محزون ومصاب ، تشرح صدره ، وتجلب صبره ، وتهون خطبه ، وتنفس كربه .
وهي وقفات مع آي الكتاب العظيم ، وأحاديث المصطفى الكريم ، وتجوالٌ في سير عباد الله الصالحين ، ممن ألمت بهم المصائب ، وحلت بهم الكوارث والفواجع ، فثبتوا وصبروا ، وحمدوا ربهم وشكروا ، فكانوا مضرب المثل في الرضا بمرِّ القضا ، والصبر على ما كتب الله عليهم من عظيم البلا . إنها تسليةٌ لكل مكروب ومنكوب ، وعزاءٌ لمن حلت به مصيبة ، ونزلت به فجيعة .
دعونا – أيها الإخوة والأخوات – نسير وإياكم في أفياء هذه الكلمات ، ونقف مع عبرها وآياتها وقفات ووقفات ، فلعل كلمة منها تقع في قلب مكروب طال حزنه ، وغشيه من الهم ما غشيه ، فتسليه وتعزيه ، وتصبره وتثبته .
أيها الأخ المكروب ، أيها المحزون المهموم :
إني أعزيك لا أني على ثقة *** من الحياة ، ولكن سنة الديـن
فما المعزَّى بباقٍ بعد ميِّتـهِ *** ولا المعزِّي ، ولو عاشا إلى حينِ
فأسلم إليَّ قلبك – وفقك الله- ، وأنصت إلى هذا الحديث ، فلعل الله أن يجمع لك به بين سعادة الدنيا ونعيمِ الآخرة ، وما ذلك على الله بعزيز .وتأمل معي هذه الوقفات ، ففيها آيات وعظات ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
الوقفة الأولى : الابتلاء سنة الله في خلقه .
هي سنة علينا وعلى من سبقنا ، ومن سيأتي بعدنا { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } .
إن الدنيا – أخي – دار امتحان واختبار ، وأسقام وأكدار .
فالمرء رهن مصائب لا تنقضي *** حتى يوسَّد جسمه في رمسه
فمؤجلُ يلقى الردى في غيره *** ومعجل يلقى الردى في نفسه
== تذكر أخي المكروب أن هناك خلقاً غيرك ممن حلت بهم المصائب ، فلست وحدك في ساحة الابتلاء ؛ بل لا أبالغ إذا قلت : إنه لا يوجد أحد إلا ولديه ما يُهِمُّه ويحزنه .
كل من لاقيت يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن؟
== إن الدار التي ليس فيها كدر ولا حزن ، هي الجنة جعلني الله وإياك من أهلها . نعم تلك المَحَلَّة التي يكون فيها النعيم والسرور سرمدياً أبدياً ، لا يحول ولا يزول .
وأهلها في فرح دائم ، ومتعة باقية { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } فاصبر وصابر لها واحصد ما استطعت من الحسنات فلعلك أن تظفر بها وتكون من أهلها .
== إن هذه الدنيا أيها الحبيب مليئة بالهموم والأكدار
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إن لكل فرحة ترحة ، وما مليء بيت فرحاً إلا مليء ترحا" وقال ابن سيرين : "ما ضحكٌ إلا كان بعده بكاء ".
الوقفة الثانية : سبب المصيبة
إن المصيبة حين تحل بالعبد فلابدَّ أن يكون لنزولها سب ، وهذا السببُ في غالب الأمر لأجل ما كان من العبد من معصية اجترحتها يداه ، أو تفريطٍ في طاعة مولاه .
قال تعالى : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } ، وقال سبحانه : { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير } 0
== وروى الطبري وصححه الألباني عن البراء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اختلج عرقُ (أي اضطرب ولا تحرك عرق) ولا عينُ إلا بذنب ، وما يدفع الله أكثر " 0
== قال ابن سيرين – رحمه الله – " إني لأعلم الذنب الذي حرمت به قيام الليل أربعة أشهر ذاك ني قلت لرجل : يا مفلس " !! قال أبو سليمان الداراني : " قلّت ذنوبهم فعرفوا من أين أوتوا وكثرت ذنوبناً فلم ندر من أين نؤتى " والله المستعان .
== وسار أحد العلماء ومعه أحد طلابه فمرَّت امرأة فأطلق الطالب بصره فيها ، فقال الشيخ : " والله لتجدنَّ غبها ولو بعد حين " فنسيَ القرآن بعد أربعين سنة ، وقد كان حافظاً له . نعوذ بالله من سخطه وعقابه 0
واختم لكم بهذه الابيات
اصبر لكل مصيبة وتجلَّدِ *** واعلم بأن المرء غير مخلَّد
واصبر كما صبر الكرامُ فإنها *** نُوَبٌ تنوب اليوم تكشف في غدِ
وإذا أتَتك مصيبة تَشجى لها *** فاذكر مصابك بالنبي محمد
------------------------
إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت *** وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر نفعاً *** وما أجدى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث *** يمن به اللطيف المستجيب
-----------------------------------
اللهم فارج الهموم ، كاشف الغموم ، سامع النجوى ، رافع البلوى ، يا من عز جاره ، وجل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه ، يا غياث الملهوفين ، ويا رجاء المنقطعين ، ويا راحم المستضعفين ، ارزقنا الصبر على البلاء ، والرضا بمرّ القضا ، واملأ قلوبنا أنساً بذكرك ، وطمأنينة بوعدك .
اللهم امين
اخوي ابواسماعيل الله يجزيك خير
وتحياتى لك