(( قبلة على ثراكِ حبيبتي ))
ساءني ما سمعته من إحدى القريبات عن قصة ذلك الرجل العاق لأمه الجاحد لفضلها المنكر لتضحياتها،
للأسف يساعده على غيه زوجته فقد استمرأت فعل الرجل وظنت المسكينة أنها بذلك التصرف ستصرف قلب الزوج نحوها،
و لها نقول: على رسلك فمن عق أمه لن يفي لك!
وتذكري أن الأيام دول والليالي حبلى وأن الجزاء من جنس العمل، فسوف يأتي يوم تذوقين فيه ولا شك مرارة العقوق!
أيها الرجل اعلم أن حاجتها إليك اليوم ليست بأعظم من حاجتك إليها في أيام مضت .. ماذا تريد منك المسكينة؟
وقتا يسيرا لزيارتها أو مالا قليلا ليعينها على الحياة؟!
تذكر أنها قد قدمت لك من روحها وجسدها!
أما جربت يوما أن تحمل شيئا لساعة واحدة فقط؟!
أما سمعت صياح امرأة تلد؟!
أما رق قلبك لأنينها بعد الولادة ؟!
قد يربي إنسان كلبا فيظل وفيا له وقد يحسن إلى أفعى فلا تلدغه وقد يطعم قطا فلا يؤذيه!
وتلك الأم الحنون أفنت نفسها وضنت بروحها وجادت بالغالي والنفيس لك ..
أهكذا يجازى الإحسان؟!
(( ما أوحش العمر لا حب يظلله ما أوحش العيش دون الأهل والولد ))
أيكون الحيوان أكثر وفاء من الإنسان العاق؟
اذرف من الدمع ما شئت واسهر من الليالي ما شئت ...
واستمطر من سحائب الحزن ما شئت ...
أظلمت أيامك وتاهت لياليك ...
ضاعت أحلامك وتلاشت أمانيك ...
صورة تلهث خلف صورة وأضواء تتراقص آلما خلف ذكرى ..
أصوات وأشباح تبحث عن أم رحلت وعن قلب سكن وعن باب خير أغلق ...
ألم اللحظات أتعبك .. أضعفك .. وسواد الصباحات الراقدة أجهز عليك ..
بين أشلاء نفسك السابحة في بحر الذكريات ستصيح بأعلى صوتك:
عودي يا غايتي يا روح العاشق ويا لهفة الصب عودي يا أمي ..
ومضة برق:-
ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم .. ((شكسبير ))
خالد المنيف