تهميش على دفتر الصداقة
أعفو ، إذا ركبَ الصديقُ الأصعبا .... وإذا رمــــاني بالسِّــــــهامِ و صوَّبا
وإذا تنـــكَّر للوفــــاءِ ، ولم يـــدعْ .... للودِّ في بحــــــر اللَّجــــاجةِ مَرْكبا
إنِّي لأعرضُ عـن صديقي ، كُلَّما .... أرغى وأزْبـــدَ بالخــــلافِ وأسْهبا
وأُحسُّ بالأســــــفِ الكبـــــيرِ لأنَّهُ .... أمسى منَ الذئبِ المـخادِعِ " أذْأبا "
وأراهُ أحوجَ ما يكـــــونُ إلى الذي .... يحميهِ من أثــــــر السقوطِ إذا كـبا
قالوا: رماكَ بما يســوؤكَ صاحبٌ .... واشْتـــــدَّ فيـما لا يسُــــرُّ وأغــربا
وتغيَّــرتْ أحـــــوالُهُ ، فــغدا على .... ما لا تُحـــبُّ تلـــوُّناً و " تثــــعْلُبا "
فأجــبتُ من قـــالوا ، بأنِّي لم أزلْ .... أرجـــــو له الغفـــرانَ فيما أذْنــــبا
قالوا: تطــاول ، قلت : كم متطاولٍ .... أمسى رفيــــقاً للهمــومِ مُعـــــــذَّبا
قالــــــوا : تجنَّى ، قلت : ذلكَ شأنُهُ .... إنْ كانَ يرضى بالتَّــــجني مــذهبا
قالوا : تنكَّر ، قـــلت ما ذنبي إذا .... رضي الصحيحُ بأنْ يكونَ الأجْربا ؟!
قالوا: لقد كذبَ الحديثَ ، فقلت : ما .... شأني بمن وضع الحديث وكــذَّبا ؟!
إنِّي أقولُ لمن جــــفاهُ صــــديقهُ : .... كـــن أنت في ليل الجـــفاءِ الكوكبا
وإذا تقوقعَ في زوايــــا حقـــــدِهِ .... حَسَداً ، فكـنْ أنتَ الفضاءَ الأَرْحــــبا
وإذا تمادى في التَّــــطاولِ صاحِبٌ .... فاعــــلمْ بأنَّ العـــــقلَ عـــنهُ تغيَّبا
واهْجُـــرهُ حتى يستــــــعيد صوابَهُ .... فأنا أرى هَــــجْر المُكابِرِ أصْــــوبا
واثبتْ ثباتَ "شَدَا" و "حُزْنَةَ" كُلَّما .... لاقـــيتَ مهزوزَ الفـــؤادِ مُــــذبْذَبا
إنِّي أقــــولُ لمــــن أماتَ ضميرهُ .... وقضى على معنى الوفــــاءِ وذوَّبا :
كم من صديقٍ في الحياةِ جنى الأسى .... وجَـــنَى انتكاسَ القـلبِ حينَ تقلَّبا