( 7 )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



بدأ العشق يدخل حياتي في الصف الرابع / عشق من نوع آخر لا يروح فكركم بعيد ..
كان يزاملنا طالب من أبو عريش اسمه ( عِزّي ) ـ الله يذكره بالخير ـ شاهدت بين يديه كتاباً ليس من كتب المواد الدراسية التي ندرسها .. شدتني ألوان هذا الكتاب ورسوماته المتنوعة وسألته عنه فقال لي : هذه مجلة ( ماجد ) يمكنك شراءها من السوق وقيمتها 3 ريالات , أعطاني النسخة والتهمت محتوياتها بسرعة فقد كنت أجيد القراءة والكتابة بصورة ممتازة في الصف الرابع وكانت مشوقةً لدرجةٍ لم أعهدها في كتب المدرسة المتعددة , وعندما عدت للبيت طلبت من أبي أن يشتري لي المجلة من السوق ووعدني بتنفيذ ذلك في اليوم التالي , وذهبت للمدرسة وأخبرت عزي بذلك فضحك علي وقال : سيشترى والدك نفس العدد الذي قرأته أمس , انتظر حتى يوم الأربعاء موعد نزول العدد الأسبوعي واشترِ العدد الجديد ..
عندما عدت للمنزل كان في انتظاري تبريكات الوالدة وأخواني الصغار أن الوالد قد نفّذ طلبي وتم تسليم المجلة لي ولم تكن ماجد !!
كان على غلافها صورة لسيدةٍ حاسرة الرأس تملأ وجهها الصبغات والألوان وكانت المجلة ثقيلةً وصفحاتها أكثر من صفحات مجلة ماجد التي قرأتها قبل يومين واسم ( ماجد ) غير موجودٍ على غلافها .
تصفّحتها بسرعة ثم قلت لأبي : أنا لا أريد أي مجلة , المجلة التي أريد منك شراءها كل أربعاء اسمها ( ماجد ) .
ومن تلك اللحظة كان أبي ـ أطال الله في عمره وشفاه ـ يشتري لي المجلة كل أسبوع و إلى وقتٍ قريبٍ وأنا أشتريها .
بقيت حتى عام 1420 هـ تقريبا كنت أشتريها أسبوعياً وبعد ذاك العام خفّ اهتمامي السابق بها لكنني على كل حال أشتريها بين فترة وأخرى آخرها عدد الأربعاء الماضي لولدي نواف ( 13 سنة ) بعد أن أصبح سعرها 4 ريالات ثم 5 ريالات اليوم واشتري مجلة باسم ( السعودية ) لابنتي هنوف ( 7 سنوات ) محرضا لهما على القراءة الباكرة ويحب تقليبها حتى طفلي الأصغر مناف ( سنتين نصف )علما أني أقرأها كذلك ربما حنيناً للطفولة أو عشقاً لم أستطع إزالته وفي مكتبتي اليوم أعدادٌ حديثةٌ منها ومكتبة كبيرة لكتب الأطفال وكان لديّ أرشيفٌ ضخمٌ من الأعداد القديمة وزّعتها على تلاميذي في الصف الثاني والثالث في أعوام الماضية كنشاطٍ لا منهجي دافعي للقراءة.
قصدت من كل ذلك أن أبيّن أنّ مجلة ماجد ( الامارات ) كانت السبب الأول لحبي للقراءة وزيادة رصيدي المعرفي والثقافي منذ وقت مبكر ودافعا للسؤال والبحث والتعلم وسببا في حبي لقراءة الصحف منذ الصف الخامس الابتدائي ودافع للعمل الصحافي فيما بعد .