أنتَ لو تدري بأنَّ الرملَ
يغدو طاعناً في السنِّ
ما اسْتسْلمتَ للأحزان تبكي في الزَّوايا
فاخرُجِ الآن من الطينِ
إلى الطينِ
وفاجئْني بتصفيقِ خُطاكْ
والتحقْ بالريحِ .. لا تستأْذِنِ البحرَ
وقُلْ للموجِ أنْ يعدو وراكْ
لترَاني وأرَاكْ
تحتَ عنقودٍ منَ الدهشةِ
يحتلُّ المرايا
فانتظرْني تحتَ شبَّاكِ الهواءْ
كي نُغنِّي لفراغِ الامتلاءْ
نحنُ لا نبْني لنا ..
نبني لحيتانِ الفناءْ
أنتَ يا هذا الذي كُوِّنتَ من طينٍ وماءْ
لا تكُنْ مثلي
وكنْ مثلي
فهلْ نحنُ سواءْ ؟!!
نحنُ لا نبْني لنا
نبني لشيءٍ ليسَ فيهِ أيُّ شيءٍ
فادْنُ منيِّ
وابتعدْ عنِّي
فإنِّي
لا أغنِّي .. وعلى أوتاريَ الصَّمَّاءِ
يمشي عنكبوتٌ
لستُ أدري
كيفَ جاءْ !
.
.
غانم بو حمُّود