كنتُ قد أخبرتكم أني سأبحثُ عن إجابات
مقنعة لتساؤلاتي..
ولكم أن تعلموا أني عندما أعدكم بالعودة
فأنا لا أعني ذلك حقاً.
وإنما تكون هذه الكلمه في حينها
مخرجاً مناسباً من مأزق ما..

ولكن في هذه المرة كنتُ صادقاً على غير العادة
وعندما قلت لكم أني سأعود ، كنت أعني ذلك ..

ما يهمنا هنا أني عدت
بغض النظر هل جئت محملاً بـ إجابات
أو جئت مثقلاً
بـ المزيد من التساؤلات ..

لستُ مقتنعاً بأني عاطفي
لدرجة تجعلني أرتبط بالأشياء من حولي
ربما فكرت في تلك الشجرة
التي كانت تتوسط فناء منزلنا
لأني أفتقرُ لـ أصدقاء حقيقيين !.

هل توجد صداقةٌ حقيقية ؟

أسمعُ الكثير من القصص
فضلاً عما مررتُ به في حياتي
وها أنا أقترب من الثلاثين خريفاً
ورصيدي من الأصدقاء لا زال صفراً .!!

لا أريد صديقاً يراني أرتكب الأخطاء
وهو يلتزم الصمت بحجة
أن هذه حريات شخصية لا يجوز له التدخل فيها ..

لا أريد صديقاً يتذكرني فقط
عندما تصله رسالة مني
أو يصله اتصال عابر
وعندما أسأله بـ عتاب عن سبب غيابه
يقول " مشاغل الدنيا "
وكأنه الوحيد الذي يعاني
وكأن الآخرين فارغين
وليس لديهم أي شيء يفعلونه
سوى الإطمئنان على صحة سعادته ؟!!.

لا أريد صديقاً يعرفني فقط عند احتياجه لي
وعندما تنقلب الأدوار وأصبح في حاجته
يغلق كل الأبواب المؤدية إليه ..

أتراني أبحثُ عن المستحيل ؟!
أم أن الدنيا لا زالت بخير
وتنجبُ أصدقاء حقيقين
ولكنها شحيحة ولا تلقي بأحدهم في طريقي ؟!

لستُ عاطفياً بالتأكيد
فالخيبات المتتالية تترك آثاراً لا تُمحى على القلب
وجروحاً غائرة يصعبُ الوصول إليها ومداواتها ...
فيزدادُ بلادة بـ فعل الصدمات
أيُ عاطفة ستبقى في قلبٍ شبه مهجور ؟!

لستُ بصدد البدأ في مشروع شحاذة
ولستُ أصور نفسي مسكيناً
كما يصور العرب المساكين في مسلسلاتهم ..

وحتى لا أبدو في نظر أحدهم دجالاً
يحدثُ الناس عن المثالية
وهو أبعدُ ما يكون عنها
سأتركُ الحديث عن نفسي وعن الأصدقاء وعن الراحلين
وسأحدثكم عن الحب وحكايا العشاق وليل الساهرين المتيمين
يكفيكم ما تعانونه من الدنيا
لن أزيد همومكم بكلماتي
لديكم ما يكفي من الهموم ..

لـ قلوبكم فرحٌ غامر