السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخي واستاذي .. ابونوف ,, الله يصبحك بكل خير
اتشرف ان يكون لى اول رد على احد مواضيعك الرائعه ,,
وهذا الموضوع فى غايه الاهميه ويهدف لمواقف ساميه بين الزوجين ..
اخي الكريم ..إن الشيطان حريص على إفساد العلاقة بين الزوجين وهدم كيان الأسر، لاسيما إن كانت أسراً مسلمة، روى مسلم في صحيحه: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً! ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت.
فواجب على الزوجين الحرص على سد كل منفذ من منافذ الشيطان إلى زعزعة الثقة بينهما، والبحث عن العلاج المناسب لما قد يطرأ من ذلك حتى يتم الإصلاح على أكمل وجه.
وأما عن التجسس سوا كان ذلك من الزوج او الزوجه فأرى أنكم فتحتم على انفسكم باب الجحيم، لأن نار الشك لن تدعكم حتى تأكل قلوبكم وأمعاءكم وتدمر حياتكم وتقضي على سعادتكم، فما دمتم لم تروا من ازواجكم ما يدعوا إلى الشك والريبة ولم تلاحظو عليهم تصرفات غير طبيعية وأنهم ذات خلق ودين، فلماذا الشك والتجسس وتتبع العثرات؟!
وإذا كانت فقدان الثقة بين الزوجين مما يهدد الحياة الزوجية ويحولها إلى جحيم، فإن الإفراط في الثقة أيضا له مضاره الوخيمة، فالتوازن أمر مطلوب ومحمود، والمصارحة مع عدم الغفلة تدفع إلى مزيد من الثقة التي هي دعامة البناء في الحياة الزوجية.
مشكلة الشك والظنون وعدم الثقة بين الزوجين مسئلة في غاية الخطورة لأنها قد تدمر حياتهما .
فالشك حالة انفعالية يشعر بها الفرد وهو في حالة غيظ من نفسه أو المحيطين به وهي ايضاً مزيج من انفعالات الغضب والخوف وحب التملك
إن الله سبحانه وتعالى وصف الزوجين بأنهما نفس واحدة والإنسان أصرح ما يكون مع نفسه
فالصراحة الأسرية دعامة من دعائم نجاح هذه الأسرة وهي بمثابة الصابون الذي يزيل البقع المتسخة في العلاقة بين الزوجين وغياب الصراحة يؤدى إلى غياب الثقة بين الزوجين.
الصراحة ضرورية وهي الأساس السليم الذي تبنى عليه الحياة الزوجية وفقدانها يبدأ بالكتمان ويتدرج إلى الكذب والمواربة والمجاملة والنفاق والخديعة حتى تتاصل فيها جذورالشك والريبه وبهذا يكون مصير الزوجه والزوج اما التجسس على الاخر او ينتهي بهم المطاف للاطلاق ..
والعلاقة طردية بين الحب والمصارحة بين الزوجين فكلما ازدادت المصارحة بين الزوجين ازداد ارتباطهما وقويت علاقتهما وذلك عبر القيام بسلوكيات متميزة وأساليب جذابة وابتكار أوضاع لتغيير النمطية في التعامل وهذا كله يعطي مزيداً من البهجة والرونق للحياة الزوجية.
وإذا ارتكزت الحياة الزوجية عليها كانت حياة هادئة هانئة أما إذا فقدت المصارحة فحياة الزوجين تعيسة يفقد خلالها كلا من الزوجين ثقته في الآخر.
إذن فالصراحة هي قوام الحياة الزوجية السليمة وهي االداعم الرئيسي للثقه وانه لا غنى عنها بأي شكل من الأشكال كما إنها
ضرورية لإيجاد التفاهم وحصول المودة ولكن اختلفت الأقاويل حول مدى الصراحة.
الشك هو مشكلة شخصية نفسية ؛ وقد تكبر وتصل لمرحلة قريبة من المرض السلوكي عند الشخص فيما يدعى [ بالشك المرضي] ؛ والذي يشكل شريحة كبيرة من أسباب الطلاق والهجر بين الأزواج .
أما أسباب الشك ؛ فهي برأيي غالباً ما تتعلق إما بخلـة نفسية أو عقلية في الشخص [ الشكاك ] ؛ وهذه قد يكون سببها معاملته للناس – سواءاً شريك الحياة أو غيره – من خلال إنعكاس طباعه وخصاله ؛ كأن يكون لهذا المُتزوج أو المتزوجه "خليله" أو "صديق" ؛ فينظر أحدهما لشريكه - من خلال أخلاق هذه "الخليلة" أو "الصديق" الفاسدة - نظرة يشوبها الشك والقلق ؛ وذلك كبصمة أساسها تفكيره المعوج الناتج من خلقه وسلوكه المعوج ...
أما السبب الآخر ؛ فهو أن يصدر من أحد الزوجين نفسه فعل ما ؛ يمحو من ذهن الشريك شهادة الثقة والطمأنينه التي منحها إياها الشريك الآخر حين الإرتباط ... كالخيانة الزوجية أو حتى مقدماتها التي يتم إكتشافها ...
ذلك كفيل بزرع الشك في نفس الزوج أو الزوجه ؛ وإذا أضفنا لهذا الشك [ المبرر ربما ] عامل الغيرة والشخصية العربية حامية الطباع ؛ قد نحصل على نتائج لا تحمد عقباها ؛ تحدث حتى بمجرد أن [ يشم ! ] هذا الشريك بأن شريكه قد أصدر نكهةٌ مريبة ؛ مثل أن – كما ذكرت – يتأخر عن موعد الرجوع للمنزل أو يرن هاتفه ويذهب للغرفه الثانيه ليكلم او يضع ارقام سريه لجواله او لجهازه الكمبيوتر أو ماشابه ...
في بعض الأحيان أقل هذه النتائج فداحة يكون الطلاق !،
الحياة الزوجية المتسمة بالصراحة والمصارحة والشجاعة والشفافية هي الحياة التي تدوم والتي تنتج ؛ فإذا ما شك أحد الزوجين في الآخر ؛ عليه بأن يصارحه وأن يسأله ويتأكد بنفسه ويطلب حتى البرهان ؛ بدلآ من أن يعيش حياة متذبذبة مترددة متقطعة غير واضحة الملامح ..ويكون سلاحه فى هذه الحاله التجسس والشك.
وبعد أن يبين الشك عن اليقين ؛ وقتها له أن يتخذ من الإجراءات ما يناسبه ويكون عادلآ
اخي واستاذى .. ابونوف اعذرنى على الاطاله وهذامرورى على موضوعك فاقبله منى جزاك الله خيرأ...؟