آل خيرات.. يروي مشكلته مع «السعودية»:
الخطوط لم تقدر ظروف والدتي وكبير الموظفين عاملني بقسوة!
نؤمن بالحياة وجواز حدوث كل شيء فيها ، ونبتهل لربنا أن يصرف عنا سوءها ويجلب خيرها. كذلك نتوقع حدوث الخير والشر بدون أي مقدمات. هذه مسألة الكلام مفروغ فيها.
كنت أعتقد بأن الإنسانية ما تزال موجودة وبدون أي إثباتات ودلائل ، رغم كل ما يحدث في زمننا الغابر من مفاجآت وتقلبات تفزع العين من سكينتها.
لطالما دعوت ربي بأن لا أمر بموقف أشهد فيه قانون الغاب في وسط البشر ، والمصيبة أني لم أشهده فقط بل آمنت بتفشيه وبشكل مخيف.. مخيف.. مخيف.. سترك يا الله.
تخيل يا عزيزي...
ذهبت للمطار مسافراً وبصحبتي أمي التي استدعت حالتها عملية في القلب.
كنت حريصاً على الشروط المنصوصة في لائحة الطيران لدرجة أنني بت أشكك نفسي بأني لم أتمها على الوجه المطلوب.
وصلنا للمطار وكعادة كل مسافر يحمل أمتعته ويمررها بنقطة التفتيش ويذهب لتأكيد حجزه للحصول على بطاقة صعود الطائرة التي لا أعلم الراحة المنبعثة بعد حصولي عليها ما أسبابها.. ربما كانت خوفاً مما شهدته اليوم وأنا لا أعلم.
فوجئت بأن حجزي قد ألغي ولم يعد لي أي حق في امتطاء الطائرة وكأني شحاذ يريد الحصول على شيء لا يمتلكه.
لم أفاجأ بما حدث بل كنت متأملاً بعقلية ورأفة وإنسانية الموظف وأنه سيتفهم وضعي الحرج والمضطر جداً لسفر وليس للاستمتاع وتغير الجو.
تبسمت بعد علمي بإلغاء حجزي.. وقلت للموظف هل بالإمكان الحصول على حجز آخر.. طبعاً الإجابة كانت.. لا !!؟
فقمت وبابتسامة أعرض من الأولى.. بشرح وضعي واستشهدت بموعد المستشفى وأهمية سفري في هذه الليلة.. لا يخفاكم بأن الموعد كان في صباح اليوم التالي وبالتحديد في السابعة صباحاً.
نظر إلي بنظرة مزمجر وقال وهو يخلي مسؤوليته اذهب لل سوبر فايزر.. الرجل المسؤول الذي يستطيع أن يفتيك على أسئلتك والذي بيده كل شيء.. بكل أدب شكرته وختمت حديثي معه بابتسامة حائرة.. ذهبت للرجل المناسب.. ويا ليتني لم أذهب.. عند طلبي له بالحديث معه مثل دور الذي لم يسعني وكأنه لم تشاهد عيناه بشراً يقف متوجهاً بالحديث إليه..
قال وبكل قسوة : نعم.
قلت : لو سمحت يا أبي لدي مشكلة وقد سألت الأخوة فأفادوني بأنه لا يستطيع مساعدتي غيرك.
وهو ما يزال يواصل مسيره وأنا أتبعه..
بادرت بطرحي لمشكلتي بكل تودد وخجل.. لأنه لم يشعرني بأي قبول للاستماع إلي..
قال : لا أستطيع مساعدتك في هذا..
صعقت من رده المتجاهل البارد..
وقلت له : يا سيدي الكريم أمي مريضة وهذا الموعد فيه موضح كل شيء.. يثبت كلامي.. والذي ظننت بأنه سيلفت انتباهه لحالتي الماسة والحرجة في نفس الوقت.
قال : كرر مقولته العظيمة.. ولكنها تختلف عن الأخرى.. بالغضب الذي كان يلفها.
قلت : وما السبب الذي يدعوك لعدم مساعدتي.. حتى أكون مقتنعاً ولأعود لأدراجي على الأقل مرتاح البال.. ولأحاول إيجاد خطأ وهمي في ترتيبي للأمور..
الآن يأتي العذر.. يا له من عذر.. بصراحة أسكتني..!
قال : لو ساعدتك في السفر.. سيقوم كل المسافرين بالاعتراض بأنهم ذاهبون للمستشفى بحجة العلاج... وتركني واقفاً مذهولاً من قوة هذا السبب الذي جرني بإقناعه لدوامة دخت بعدها ولم يسعفني إلا الحائط ..
رغم كل هذا مازلت متماسك الأعصاب ومتظاهراً بالهدوء ومحافظاً على تلك الابتسامة التي ظننت بأنها هي السبب في عرقلتي ..
لا أريد شيئاً يرضيني ولا يريحني مما شهدت ولا ليغير المبدأ الذي أخذته من هذه الليلة.
بل أريد تفسيراً لما يحدث.. وسيحدث.؟
أريد معرفة لماذا يحدث كل هذا.. ومن أجل ماذا.؟
لا تقلقوا علي.. فبعد رؤيتي للفيتامين وهو يشتغل بالشكل الفاعل والمرضي.. استطعت إيجاده.. إيجاده الذي جعلني مرتاحاً على كرسيي الحديدي.. مريح.. وتيسير كل الأمور في دقائق معدودة..
حمود بن محمد آل خيرات
المصدر :
آل خيرات يروي مشكلته مع (( السعودية )) ..!