سيمفونية الأحلام المستحيلة

أمي كبــرتُ فرديني إلى وقتي
لذلك الطفلِ في أرجوحة البيتِ

لإخوةٍ كعبيرِ الضــــــــــــــوءِ ضحكتُنا
نجري كفوضى الأغاني من دُمى أختي

كنا نلملم كالأطـــيار فرحَتنا
نُنَقِّرُ السعدَ من رمانة البَخْتِ

وكان عندي أبٌ مــازلتُ أذكره
تفيضُ دفئاً زوايا البيتِ إذ يأتي

أماه عيـــــــناكِ بالإيمان ترفعني
والدهر يصلبني في هيكل الجبْتِ

أماه منحـــــدرات الحزن تسحبني
مدي يديك فوجهي ذاب في المَقْتِ

***

أمي وترتعشُ الأشياءُ إن ذُكِرَتْ
ليهطــلَ الشِّعرُ من أيقونةِ الكَبْتِ

أعانق الصوت إن مر النسيم بها
كأننـــــــي نَغَمٌ يحيا من الصوتِ

أجتاح ذاكرتي في عرض أبحرها
لا ألتقي صـــفةً تقوى على النَّعْتِ

أمي ودفء عيوني بعض صورتها
إذ لوَّحَـــــتْ لأبي في رحلةِ المَوْتِ

عادت تقبِّلُ دمـعاتي بمحجرها
تقول "لاهنتَ" بل أماه لا هنتِ

حملتِ حزني وجنحُ الروح منكسرٌ
والنزف منهـــمرٌ ... يا ليتني أنتِ

يا أصدقَ الحبِّ وجهاً رغم أقنعتي
وجهي تشوهه الأشبـــاحُ مذ غبتِ

يشيِّدُ الهم أحــــــزاناً تحاصرني
وكم توجَّعَتِ الجدرانُ من نحتي

"أماه"... أصرخ رعبا ملء معتقلي
واليـــأسُ يصفعني كفاًّ من الصمتِ

أكلما سكنـــــــــتْ روحي إلى أملٍ
يجتاحني البعد أوجاعاً على البَغْتِ

أحتاجُ كفكِ كــي ترتاح ذاكرتي
فهدهدي طفلك الموجوع للرَّبْتِ

أمـــــــي كبرتُ فرديني إلى لُعَبِي
دمىً أبعثرها فوضى على التَّخْتِ

ردي إليَّ فراشــــــاتي وأخيلتي
وضحكةً تقتل الإحساس بالوقتِ

عودي تَخدَّرَ قلـــــــبي في مواجعه
قد ينعشُ الروحَ أن ألقاكِ في البيتِ

الدكتور : محمد أمين



يا ضايق الصدر { بالله } وسِّع الخاطر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي