لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية قلب الوفا


    إبتسامة نقاء
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    لكْ الحمُد رّبيْ بِقدر مآنسّعدْ وّ نتألمْ ?
    المشاركات
    37,290

    لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا

    لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا

    تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
    أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ

    وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
    بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا

    وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
    مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا

    فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
    المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا

    وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
    فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا

    وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
    كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا

    فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا
    وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا

    حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا
    تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا

    كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا
    حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً

    كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
    تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا

    حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا
    قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ

    في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا
    مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا

    تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا
    تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ

    هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا
    مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا

    إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا
    يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ

    كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا
    مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ

    وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا
    يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا

    تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا
    وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً

    وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا
    تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا

    وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا
    قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا

    وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا
    وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا

    بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا
    كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً

    وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا
    * * * *
    هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ

    مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا
    حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ

    وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا
    وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ

    أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا
    سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا

    في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا
    هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا

    مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ
    ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي

    دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا
    وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي

    بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا
    فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً

    تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا
    وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا

    كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا
    وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ

    وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا
    لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي

    مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا
    أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ

    لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا
    * * * *
    هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا

    وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا
    أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ

    وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا


    معروف الصافي


    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حينما يكون الإبداع .. يكون أبوفهـد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    رحمك الله يا بارقه وغفر لك وأدخلك فسيح الجنان

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية طائر من الشرق
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    11 2009
    المشاركات
    1,546

    رد: لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا

    جميلٌ الرصافي وجهبذ في عصره
    قصيدة تعتصر الألم وتجسد الفقر
    وتحث على البذل والإنفاق في
    مواساة المحتاجين
    رغم مرارتها فهي عذبة بسمو معانيها
    ونبل هدفها كروح ناقلتها المملوءة
    بالصفاء والنقاء وحب الخير

    تقديري العميق



  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية قلب الوفا


    إبتسامة نقاء
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    لكْ الحمُد رّبيْ بِقدر مآنسّعدْ وّ نتألمْ ?
    المشاركات
    37,290

    رد: لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا

    حفظك ربي ياطائر الشرق
    اسعدتني طلتك المميزه كعادتك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حينما يكون الإبداع .. يكون أبوفهـد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    رحمك الله يا بارقه وغفر لك وأدخلك فسيح الجنان

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •