نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أقول :أعلم مساءحزين ليلتك .
رحم الله ميتكم .

للإمام علي رضي الله عنه (اجتمعت عليهم سكرة الموت و حسرة الفوت، ففترت لها أطرافهم
، و تغيرت لها ألوانهم ، ثم ازدادالموت فيهم ولوجا ،
فحيل بين أحدهم و بين منطقه ، و إنه لبين أهله ينظر ببصره ،
و يسمع بأذنه ، على صحة من عقله ،
و بقاء من لبه ، يفكر فيما أفنى عمره ، و فيم أذهب دهره ،
و يتذكر أموالاً جمعها أغمض في مطالبها ، و أخذها من مصرحاتها و مشتبهاتها ،
قد لزمته تبعات جمعها، و اشرف على فراقها ،
تبقى لمن وراءه ينعمون فيها و يتمتعون بها ،
فيكون المهنألغيره ، , العبء على ظهره ، و المرء قد غلقت رهونه ،
فهو يعض يده ندامة على ما أصحرله عندالموت من أمره ،
ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ،
و يتمنى أن الذي كان يغبطه بها و يحسده عليهاقد حازها دونه 0
فلم يزلالموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه ،
فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ، و لا يسمع بسمعه ، يرددطرفه بالنظر في وجوههم ،
يرى حركات ألسنتهم و لا يسمع رجع كلامهم ،
ثم ازدادالموت التصاقا به فقبض بصره كما قبض سمعه ، و خرجت الروح من جسده ،
فصار جيفة بين أهله قد أوحشوا من جانبه ، و تباعدوا من قربه ، لا يسعد باكيا ، و لا يجيب داعيا ً ،
ثم حملوه إلى مخطفي الأرض ، و اسلموه فيه إلى عمله ، و انقطعوا عن زورته .. ))