*بوح الزرافة*
اشرقت الشمس جهزت نفسي
اليوم سأرافق أختي
لمقر عملها .
كانت بالنسبة لي رحلة جميلة .
معي قهوتي وبسكوتي
ومعها أوراق عملها وأنا.
كان الجو غائماً
والهواء عليلا..
أخذنا نتجاذب أطراف الحديث ..
فكان حقاً ذو شجون .
تحادثنا حتى وقفت في الجانب الآخر ..
تبادلت معها المواقع خلسة ..
دون أن تشعر ..
ذلك المسرح الذي كنت أعتليه
فأبصرها في مقدمة جمهوري ..
تحجز دائماً المقعد الأمامي ..
اليوم ..
خلسة أصعدتها مسرحي ..
وبقيت جمهورها الوحيد ..
لكن ..
لم تكن صرخاتها كصرخاتي ..
كانت بصوت خافت ..
موجع ..!
بل بلا صوت .
هو بوح الزرافة .!
شعرت أني لا أستحق الحياة ..
ولست أهلا لأخوتها ..!
كيف كنت أفعل كل هذا ..؟!
كيف ألقي بهمومي على كاهلٍ هدته الأيام ..
تذكرت تلك المقولة :
(...)
وسألت نفسي ..
من منا الآثم !!؟
أنا ..
حين كنت ألقي بهمومي عليها ..
أم حين سمعتها و أنا لا أستطيع تقديم شيء لها .
أم هي ..
حين كانت تستمعني وقلبها مثقل بهمومٍ تفوق همومي .
أم حين كانت تقصيني عن همها ..!؟
أتذكر ..
كنت أقول :
نجد السعادة حين يشاركونا همنا ..
فهل وجدت السعادة حين اقتسمت معها همها ؟
شأرفت الشمس على المغيب
كان لا بد أن نفترق
هطل المطر ...
وتساقطت دموعي
رفعت يدي له
اللهم
دعوة غائب والسموات مفتوحة
فرج همها ..
قولوا آمين .