تحية لأعضاء منتديات صامطة الثقافي والزاور الكرام
في الحقيقة أرقني مضجعي ليلة البارح ولم أستطع النوم ، وأحببت أن تشاركوني يا أصدقائي في أفكاري ، ولعلي قد توصلت لنتيجة ، نابعة من قناعة شخصية حول ظاهرة زواج كبير /ة السن ( مسن ) بمن هو في زهو الشباب .. "مفادها أن هذا الزواج باطل ولا يصح لأنه قائم على أطماع وأغراض"
هذه الظاهرة ربما قد دقت أبوابكم ، واقعية حقيقة جداً موجودة في المجتمع بصورة واسعة وعلى كافة المستويات الطبقية ... والنظر إلى هذه القضية بات مغيب مما أدى إلى عدم وجود الحلول أو لنكن منصفين النظر أليها بموضوعية ظل مغيب غير مطروق على كافة الأوساط .
زواج شابه من هرم يعتبر جربمة لأني أظن بأنه لا توجد فتاة في مقتبل العمر تقبل بمثل هذا الزواج إلا تحت ضغوط شديدة، مثل : ضيق فرص الزواج ، أو من ضغط والديها عليها ...، فالبنت ليست أقل من الشاب في رغبتها بأن تعيش حياة مليئة بالحب والسعادة والمشاعر والأحاسيس المتبادلة.
و صدق شوقي عندما قال : ما زوجـت تلـك الفتـاة وإنمـا / بيـع الصبـا بالحسـن والدينـار /بعض الزواج مذمم مـا بالزنـى/والرق إن قيسـا بـه مـن عـارِ
وقد طالعنا توماس مان من أن هناك أرملة غنية في الخمسين من عمرها ، لديها ولد وبنت . البنت عمرها ثلاين عاما لم تتزوج ، وابنها في السادسة عشر من عمره . الأرملة كانت تمر بأزمة حقيقية بسبب ذبول شبابها، والتغيرات الجسدية التي المتها (خصوصا انقطاع الدورة الشهرية)...
لكنها فجأة تجد نفسها منساقة لهوى جارف تجاه شاب...الأمر الذي اعاد الحيوية الى روحها والبريق الى عينيها .. والتورد الى وجنتيها ...
لم تخف الامر عن ابنتها التي رفضت الأمر جملة وتفصيلا ... فالجميع يشهد بأن هذا الحب ناتج عن استغلال .
صارحت الشاب بمشاعرها ... واعترفت له بعشقها المجنون ...
ولم تصدق ان حبها الكبير اعاد الخصوبة لجسدها (عادت اليها الدورة الشهرية)...
ولكن المفارقة في الخاتمة ..اذ أنها لم تتمكن من الذهاب للقاء حبيبها في شقته حسب موعد اتفق عليه، اذ تعرضت لنزيف شديد، اسعفت الى المشفى بعدها ..لتكتشف بأن النزيف ليس دورة شهرية ... وإنما نزيف رحمها المصاب بالسرطان
وأن السرطان منتشر في جسدها كله .. وتموت الأرملة
وتقول لابنتها وهي على فراش الموت:
(ساغادركم وهذا طبيعي، كيف سيكون الربيع بلاموت، إن الموت سبب عظيم للحياة)
/
/
/
هذه الأرملة لم تحترم نفسها وسنها وولديها ، أيقظت مشاعرها في وقت أنهتى ربيع الحب في نفسها ، ولم تراعي الأخلاق لتكبح رغبتها .
الكثير من الأراء سمعتها في المجالس التي أرتادها تقول بعكس ما انادي
أين الخلل إذن ؟
من الخاسر من الرابح يا قوم ؟
كيف يمكننا القضاء عليها ؟
حقاً لم أنم !