بعد طرحي لهذه القضية ، خرجت من عملي واتجهت للجامعة ، وكنت أنتظر ـ متوجسا ـ ردا ..
ثم فُصل جوالي .. وبارت الحيل أن أصل إلى النت حتى دخلت بيتي بعد التاسعة مساء .. فرأيت ردا واحدا .. كنت ألمس قلبي خارج صدري من دقاته .. كنت أخشى أن أجدَ لائمةً لأنني ـ في طرحي هذا ـ أخاطب شريحة كبيرة من أبناء المنطقة بل أخاطب كل بيت ..
ثم أقول : لا لن أُلام ؛ لأن ما يهمني يهمُّ كل محب لجازان وأهلها .. حتى آكليه .
إن علاجا لهذه الظاهر لن يكون في عشية وضحاها ، وليس في ضغطة زر تُبرأ الجراح .. وحتى في العلاج يصح أن نقول : ما يأتي سريعا يذهب سريعا ..
حين تلدغ حية أحدا ، فإنا نعمد إلى ربط الجزء الملدوغ كيلا يصل السم إلى الجسد السليم ..
وهذا الذي يجب أن نعمد إليه .. إنه الجيل الصاعد .. يجب أن نحجبه عن القات بما نستطيع ، وأن نستشعر " كلكم راع .. " فنربي الأبناء تربية واعية لأضرار هذه الشجرة ؛ لتكون التربية حاجبا ومانعا أن يقعوا في أكلها ..
وفي الوقت ذاته نجاهد أنفسنا على الإقلاع التام ، وإن لم نستطع فلنجعله الآخر والأخير في اهتماماتنا ومصالحنا .. فلا نقدمه على الأسرة ، ولا على العمل ، ومن باب أولى لا نقدمه على حق الله علينا ..
من خمسة عشر عاما قضت لم أقض العيد في جازان .. العام .. وفي عيد الحج كنت هنا في جيزان .. ويا ليتني لم آت .. لا شئ جديد .. لأني لم أجد أحدا !! .. فقط تغير وقت التخزين من المساء إلى الصباح .. فقضيت النهار إلا من عائلتي وسريري ، وسأم فكَّك بقايا ابتسامتي ..
إن كنتُ الغريب وشعرت بهذا الملل والسأم .. فكيف بزوجتك يا أيها المخزن حين لا تراك ولا تفرح بلقياك ؟ .. وكيف حال بنيك ، أم أنهم شغلوا بالقات عن معايدتك ؟ .. القاتُ لا شيء غير القات يجب محاربته في العيد ..
لهذا دعونا نطلق حملة من هذا المنبر .. ولتكن : عيد بلا تخزين ..
الردود التي جاءت ـ مشكورة ـ هي مشاركات ؛ أجزم أن أصحابها لا يأكلون هذه الشجرة ، وفي المقابل أرى مشاهدات اقتربت من الميئتين .. ولا شكَّ أن عددا كبيرا من أصحابها يأكلون هذه الشجرة ، ولكنهم لم يشاركوا برد ..
كلامي هنا موجه لمن يأكل القات .. هل تستطيع أن ترد بجملة واحدة ؟
جملة : عيد بلا تخزين ، أو عيد بلا قات ، أو عيد بلا عودين .. لتكن أنت أيها المخزن حامل لواء هذه الحملة .. فمن يسُّ سنَّة يتبعه بعدها الكثير من المخزنين ؟ .. من يكون الأول ؟ من يكون قدَّ التحدي ؟ ليفوز بعيد حُرم منه من سنين ، بل وحرم أهل بيته من غير أن يشعر ..
من ؟ من يستطيع أن يمتنع عن القات يوم العيد وليلته وليلة ثانية ؟ فقط لا نريد أكثر .. اعتبر نفسك سافرت خارج المنطقة شمالا ..
وإذا رأت الإدارة أن تفرد موضوعا بهذه الحملة فجيد .. ولو وضعت لها إعلانا في صفحة المنتدى فأحسن ..

وشكرا لكل من مر هنا قارئا أو منوِّها .. بوركتم جميعا ..

ملحوظة : إذا رأيت تفاعلا كبيرا في الحملة .. ويكفيني ـ والله ـ عشرة ، أعدكم أن أقضي عيدي في جازان .. فأين كرمكم يا أهلي ؟
وأملي أن يصل العدد إلى الـ 100 ..

تحيتي ..
أحمد طاهر ..