تحيّة محبة تصافح أرواحكم الندية ... و بين حياة و موت جاءت الكلمات كما ستقرؤونها
إن قضيّة الموت ليست على الإطلاق قضية الميّت إنها قضية الباقين ...
كتب غسان كنفاني تلك العبارة و لست أدري ما كان مقصده حينها ، لكني بتّ أدرك جيدا
كم نعاني نحن حين يموتون ... يرحلون و تبقى الأرجاء عبقة برائحتهم ، و ترتسم صورهم في
الذاكرة لتوقظنا
كلما حاولنا النسيان
أو ربّما التناسي ...
هل يستمرّ الموت اليوم في حارات الشام كسيل عارم يأخذ في طريقة كل من يعترضه ..
و نستمر نحن في الاحتراق ألما و وجعا على من ماتوا و غدرت بهم يد العابثين ؟؟
إلى متى سيبقى الموت قضيّتنا نحن الأحياء ... أو لسنا أمواتا و قد رضينا أن نكون بمكان
المتفرج لا نحرّك ساكنا ...
فقط نتجرّع كؤوس المرارة الواحد تلو الآخر و نوهم أنفسنا أنها الحياة و سنّتها
لماذا نأسف حين الرحيل و لا نفكّر فيه قبل أن يحلّ كالصاعقة فنصدم و تتآكلنا الآهات
الموت قضيّة الباقين ... نعم إنها كذلك فمن مات و لفّ بالكفن لن يصله غير ما نرجوه أو ندعوه
و أما الأموات الأحياء فلا ينفع معهم شيء فقد حكموا على أنفسهم بالفناء قبل موعده
تلك تساؤلات و أفكار راودتني و أنا أقرأ فأحببت أن أشارككم بها فاعذروا عفوية القلم ..
دمتم رائعين كما أنتم