يتكرر كثيرا في الموسم .. الأسباب غير منطقية
توقف «زين» .. هواجس وإصابات

جانب من قرعة "زين" قبل بداية الموسم .
ما أن يبدأ قطار الموسم في التحرك خطوة إلى الأمام، حتى يلبث أن يتوقف لسبب ما، ربما لأكثر من مرة خلال أوقات قريبة، وهذا عادة يصيب إدارة الأندية بهاجس كبير، لأنها ستضطر إلى دفع تكاليف إضافية تتمثل في معسكرات خارجية وداخلية حتى لا يخرج فريقها من أجواء التنافس. والهاجس الأكبر يسيطر على الأجهزة الفنية واللاعبين على حد سواء، لأن فترة التوقف مهما قصرت، ستؤثر سلبيا في فرقها في كثير من النواحي، حيث دائما ما تخصم من رصيد الجاهزية الفنية والبدنية، فضلا عن افتقاد خاصية الانسجام بين اللاعبين الذين عادة يكتسبونها عبر المباريات التنافسية، إلى جانب سهولة تعرضهم للإصابات. التوقف خلال الموسم بات شيئا اعتياديا ويبدو أنه أصبح مرضا عضالا لا فكاك منه، ومشكلة موسمية متكررة لأسباب عديدة أهمها توقيت المباريات الدولية، إضافة إلى احترام بعض المناسبات الدينية وهي أمر مقبول ومطلوب في وقت واحد، لكن هناك أسباب غير منطقية لاسيما في دوري زين السعودي يشرف على تدريب فرق أجهزة فنية على مستوى عال من الاحترافية، ما يسبب حرجا كبيرا للإدارات لأنها لا تستطيع أن تواجههم بتلك المبررات الضعيفة.

من جهته، شدد عبد اللطيف الغنام لاعب فريق الهلال على أن الاستمرار في المباريات مطلب رئيس للاعب لأسباب منطقية، وقال: "استمرارية المباريات وفق روزنامة واضحة تعطي للأجهزة الفنية فرصة لوضع البرامج اللياقية والتدريبية المناسبة، وهذا الأمر مطلوب في الجانب الاحترافي حتى يسير اللاعب على وتيرة واحدة طوال الموسم، والهدف من ذلك جاهزية اللاعبين من النواحي الفنية واللياقية والطبية". وزاد: "التوقف والعودة للمباريات التنافسية ومن ثم التوقف مرة أخرى هو أحد أهم الأسباب في إصابات اللاعبين، لأن ذلك يسبب للعضلات حالات من الشد والتمزقات وهو أمر طبيعي للغاية". من جانبه، أكد سعود حمود لاعب النصر أن التوقف المستمر للمنافسات يسبب افتقاد اللاعب التركيز الذهني، وهذا لا يحدث مطلقا في الدوريات الأوروبية التي تضع برامجها وفق معايير معينة لا تتغير لأي سبب من الأسباب، وقال: "في أوروبا يسيرون بجدول محدد بحذافيره قبل بداية الموسم الرياضي، وهذا يجعل اللاعبين في حضور ذهني كامل وموزع على مباريات الموسم وفق الخطط المرسومة من الأجهزة الفنية، ولكن اللاعب في السعودية يعاني عدم الاستقرار ووضوح برنامج الموسم وهذه أسباب تؤثر سلبيا في مستواه وكثيرا ما نجده متأرجح المستوى من مباراة إلى أخرى". وأضاف: "في بعض الأحيان يعجز المدرب عن وضع برنامج لمدة شهر واحد، ويعلل ذلك بأن البرامج قد تتغير في غضون أيام بسيطة ما يعتبرونه خللا ومشكلة كبيرة، ترهقهم كثيرا في معالجتها". وفي المقابل، ذكر تميم الدوسري لاعب الشباب أن عملية برمجة التمارين تتأثر بالبرمجة الرسمية للمنافسات المحلية، وتغيير خريطة الموسم لأي سبب من الأسباب يخل بها، وتجعل أي مدرب يعاني في سبيل العودة للمربع الأول. وقال: "الجهاز الفني في الشباب يقوم بعمل كبير من أجل تنسيق جداول التمارين وفقا للروزنامة المحلية، وبالذات أن البطولات الآسيوية سواء للمنتخبات أو الأندية تسير وفق خطط برامجية واضحة وهذه تعطي المدرب واللاعبين أريحية وجاهزية نفسية لوضوح الخطة بشكل كامل، وأتمنى عدم التوقف إلا في أيام "فيفا"، والمناسبات الدينية لأنها ثابتة ولا يمكن أن تتغير بأي حال من الأحوال". وتابع: "اللاعب يتأثر بشكل كبير في عملية تغيير برمجة الموسم أو تأجيل بعض الجولات بشكل مفاجئ، لأنه يعمل وفق جرعات تدريبية محددة من أجل أن يكون في كامل الجاهزية لخوض المنافسات بالمستوى الحقيقي دون التأثر بعوامل أخرى".