أخي النواوي بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ماتعلمناه في المدارس هو الحق الذي تعضده الأدلة الصحيحة وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمي لايقرأ ولايكتب
وكلمة أمي تعني عند أئمة اللغة : الذي لا يقرأ و لا يكتب و ليس معناها غير الكتابي أو غير اليهودي .
أما تفسير كلمة أمي عند أهل التفسير فإننا نراهم قد اتفقوا مع أهل اللغة حول معنى هذه الكلمة :
قال الإمام الطبري عليه رحمة الله تعالى : يعني بالأميين الذين لا يكتبون و لا يقرأون
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم إنا أمة أمية لا نكتب و لا نحسب . )
أما الإمام الشوكاني فقد فسر الأمي بأنه : منسوب إلى الأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها
من أمهاتها لم تتعلم الكتابة و لا تحسن القراءة للمكتوب .
ولذلك لما قال جبريل لنبينا عليه الصلاة والسلام " إقرأ " قال ما أنا بقارئ
يعني أنه عليه الصلاة والسلام غير قادر على القراءة عندما خاطبه جبريل لأول مرة فقال له : ما أنا بقارئ ، لأنه في هذه الحالة سيكون قد عصى أمر ربه ، و لم يصدع بما أمر به أما و إنه كان عاجزاً عن القراءة التي بمعنى فعل القراءة فإنه كان عليه الصلاة والسلام
مصيباً أي غير قادر على القراءة و الكتابة .وحاشاه أن يرفض كلام ربه والصدع به
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه و هو التعبد الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله و يتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى جاءه الحق و هو في غار حراء فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارئ ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال لي اقرأ ، قال : قلت ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم ، قال : فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال : زملوني زملزني فزملوه
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم القراءة و الكتابة و لم يتعلمها لا قبل البعثة و لا بعدها
بل ظل أمياً لا يقرأ و لا يكتب حتى توفاه الله تعالى .
قال النحاس : ( و ذلك دليل على نبوته ، لأنه لا يكتب و لا يخالط أهل الكتاب ومع ذلك جاءهم
بأخبار الأنبياء و الأمم و زالت الريبة والشك )