المقامة الغزلية الهزلية
حدثنا طيفور بقصة غزلية، طابعها هزلية، وهو يهجي فتاة شهدية ، خدودها ندية، وشفتيها وردية، بأنه كان معها ليس ذليل وليس كالملك الظليل.
فقال لها :يا عدو يا لدود ، يا أكًّالة الكبود، فقلبي إليك لن يعود، فيا أيتها الساقطة المنحلة أخلاقيا، والمشهور بسفورها عالميا، إلى أين اتجه عندك
التفكير ، هل إلى البناء أم التدمير ؟ !! وأنت تجعلين الشريف عندك أسير، والفاجر عندك أمير ، وتحسبين نفسك وردة العشاق ، وروضة الأشواق ،
(وذلك لأنها قالت له : يا أيها المجنون ، يا من سمى نفسه عاشقا مفتون ) فعلمت المدينة بما قيل في المسكينة ، فانفجرت الفتاة باكية ، من ظلم
من تزعم أنه طاغية ، فذهبت إلى سامر تشكو إليه سوء حالها ، وظلم من ظلمها ، وحطم أحلامها ، فوثب سامر وثبةَ الأسد ِ الخارج من عرينه ،
ليقاضي ويرد ظلم صديقه وقرينه ، فذهب سامر وهو ملثم فوجد طيفور بعيداً ، عن الناس وحيداً فقال : يا طيفور لماذا تقدحها ولا تمدحها
فقال : هذا هو انتقامي لكل من يرد غرامي فقلت : أي طيفور الحب ليس الضرب بالحديد ، وإنما هي محبة و مودة تبادلها لمن تريد ،
فقال طيفور :إن خيانتها لي كالحكم بالقصاص ، بطلقات الرصاص فقلت : أي طيفور إن التشهير بالأجرام ، من الكبائر العظام فقال :طيفور يا رجل لم أجد
فيها قلبا حنوناً
وهذا هو السر المكنون، فتدخلت الفتاة وقالت : أنت لست بالرجل الفطين، خرجت مني بخفي حنين ، فابكي إلى أن تسمع الجماد منك البكاء ،
وأتمنى منك أن تترك الهجاء، فقال : من تظنين نفسك حتى تتكلمين ؟ قالت : أظن نفسي الوردة وعطر البساتين وأنشد كما تنشد ولادة بنت
المستكفي
أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وأمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها
ويا طيفور أسدي لك النصيحة " أن لا تجادل امرأة مثلي فصيحة " فقال سامر : هذا هو الجواب الكافي ، والدواء الشافي
فقال طيفور : لا أظن في حديثها الصواب ، ولا بلاغة الجواب ؟ ولكن أظنها متسرعة جاهلة ، ليست بحكيمة عاقله ، فالكلمة لها ميزان ، عند أرباب
الفصاحة والبيان ، وهذا لا يختلف عليه اثنان ، فقالت الفتاة: إن ما قلته من شتيمة ، يجعل الخروج من مماراتك غنيمة، فقال سامر : أتتركين الحوار!! ،
وتجعلينَ طيفور البطل المغوار !! فقال طيفور: يا أيها الرجل الملثم هل أنت من أهل الوفاق ؟ أم من أهل الشقاق والنفاق ؟
إني أرى في أمرك الوشاية ! لك فيها حنكة ودراية !!
فقال سامر : سوف أجيب ،عندما القمر يغيب، فأنا أخوض الرهان في سجع الكهان، وفي البيان يشار إلى بالبنان،
فقال طيفور : دع الفخر يا فخور ، وتحدث بلا غرور ، فقال سامر كن لطيفا مع الناس ظريفا ، فقال طيفور سوف أنصت ولن أتكلم ، ومنك سوف أتعلم ،
فقال سامر : كن عفيفا وأحترم اللفظ الشريف ،و أستمع إلى هذا الحوار بين زوج وزوجته ((فقال الزوج لزوجته: أمهليني من وقتك دقيقة ، أقول فيها ا
الحقيقة ، بجمل رومانسية رقيقة، فأنت يا زوجتي السر في رسمة البسمة على شفتي ، فاسمعيني وافهميني ! يا كلمة عذبة لقصيدتي ،
ولحنا فرنسيا لأغنيتي .
فردت الزوجة إلى زوجها : يا من لحسنك ملئتُ عيوني ، ولحزنك بكيت فسال الدمع من جفوني ، فالحياة معك راحة ،
كتائهٍ في الصحراء وجد واحة، فأنت قد نلت حبي وكسبت رضائي وقلبي))
فقال طيفور : يا رجل من تكون أنت ؟ فلما كشف اللثام إذ يفاجئ ببطل الرواية سامر !!!