الإمام الشافعي وإنتفاعه من السادة الصوفية
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص128" "قال الشافعي رضي الله عنه : صحبت الصوفية فما انتفعت منهم الا بكلمتين , سمعتهم يقولون : الوقت سيف فإن قطعته والا قطعك , ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل . قلت : يالهما من كلمتين , ماأنفعهما وأجمعهما وأدلهما على علو همة قائلها ويقظته , ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفة أي السادة الصوفية . هذا قدر كلماتهم .
الصوفي عند ابن تيمية في " مجموع الفـتاوى "11/16" : "
"هو ـ أي الصوفي ـ في الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال : صديقو العلماء وصديقو الأمراء فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضاً كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم والصديق من العصر الأول أكمل منه والصديقون درجات وأنواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه وأحكمه وغلب عليه وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه وأفضل منه /.
وهذا رأى ابن القيم فى الصوفية :
أقوال ابن القيم في التصوف
قال ابن القيم في كتابه مدارج السالكين " ج1 ص135" أنهم "أي الصوفية" كانوا أجل من هذا وهممهم أعلى وأشرف إنما هم حائمون على اكتساب الحكمة والمعرفة وصهارة القلوب وزكاة النفوس وتصحيح المعاملة …
أما في "ج2 ص307" فنجده يقول : "التصوف زاوية من زوايا السلوك الحقيقي وتزكية النفس وتهذيبها لتستعد لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى, ومعية من تحبه , فان المرء مع من احب .كما قال سمنون : ذهب المحبون بشرف الدنيا والاخرة , فان المرء مع من احب, والله اعلم/.
قال ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين "ص261-260" "ومنها أن هذا العلم "التصوف" هو من أشرف علوم العباد وليس بعد علم التوحيد أشرف منه وهو لا يناسب إلا النفوس الشريفة/.
رأى الأمام الغزالى فى الصوفية والتصوف :قال الإمام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال (ولقد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السيرة، وطريقتهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق.. ثم يقول رداً على من أنكر على الصوفية وتهجَّم عليهم: وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقةٍ طهارتُها ـ وهي أول شروطها ـ تطهيرُ القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة استغراقُ القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله) [المنقذ من الضلال ص131].
رأى الأمام النووى :الإمام النووي وسلوكه التصوف م 631 - 676 هـالإمام يحيى بن شرف النووي والتصوف
الأمام الحافظ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام النووي الشافعي الدمشقي المشهور بالإمام النووي ( 631 - 676 ه ) أحد أشهر علماء السنة و له مؤلفات عديدة في الحديث و الفقه ولد في قرية نوى وهي قرية من قري حوران بالقرب من دمشق و لذلك سمي بالنووي الدمشقي شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه. ــــــــــــــــــ
له اقوال كثيرة في التصوف وله رسالة تسمي مقاصد التصوف قال فيها
في أصول التصوف هي خمسة: تقوى الله في السر والعلانية، واتباع السنة في الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، والرضا عن الله تعالى في القليل والكثير، والرجوع إلى الله في السراء والضراء.
فتحقيق التقوى: بالورع والاستقامة، وتحقيق اتباع السنة: بالتحفظ وحسن الخلق، وتحقيق الإعراض عن الخلق: بالصبر والتوكل، وتحقيق الرضا عن الله: بالقناعة والتفويض، وتحقيق الرجوع إلى الله تعالى: بالشكر له في السراء والالتجاء إليه في الضراء.
وأصول ذلك كله خمسة: علو الهمة، وحفظ الحرمة، وحسن الخدمة، ونفوذ العزيمة، وتعظيم النعمة.
رأى الأمام الحافظ السخاوى :ــــــــــــــــــ قال الحافظ السخاوي في كتابه "المنهل الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي" ص 5 عن شيوخ الإمام محي الدين النووي رحمه الله نقلاً عن الإمام السبكي في الطبقات الكبرى:
((أن شيخه في الطريق [أي التصوف]: الشيخ ياسين المراكشي، الماضي، ويشهد له ما أسلفناه عن الذهبي في ترجمته: أن الشيخ كان يخرج إليه ويتأدب معه ويزوره، ويرجو بركته ويستشيره في أمور)) انتهى. قلت: الإمام النووي رحمه الله كان علماً من أعلام هذه الأمة وممن شهد له القاصي والداني بعلمه وفقهه وورعه، و قد سلك التصوف وله كلام في التصوف كثير في كتبه منها مقاصد التصوف وبستان العارفين ومن المدافعين عن سيدي الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي
ــــــــــــــــــ
هذا نذر يسير ولو أردت جئتك بالكثير
فلا يغنرك الأدعياء فتنكر على الصادقين
وفى النهاية
وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ. [إبراهيم:12]


رد مع اقتباس