مساء الثاني من نوفمبر ..
محض صدفة تلك التي قادتها لاكتشاف الحقيقة ..
شعرت بشوق يترنح في أعماقها ..
في تلك الليلة : كانت درجة حرارتها مرتفعة .,
بدت وجنتاها ذابلتان ..
وهي تتأوه وتفكر في السبيل للاطمئنان عليه ..
يالها من عاشقة , تقزم العشاق أمامها واندثرت رواياتهم المؤرخة..
التقمت حبة من دوائها وهي ممتعضةٌ من مرارته , لكنها هدأت وغلبها النوم ..
رأت حلمًا مزعجًا استيقظت على إثره وهي تصرخ بلا شعور ..
رفعت بصرها إلى السماء وزفرت زفرةً كاد يتفتق منها صدرها ..
توضأت وتوجهت لخالقها بالدعاء والصلاة ..
وبعد انتهائها ..
أحست بشيء ما يجبرها على تشغيل حاسوبها وبدأت تتصفح بعض المواقع ..
تصفحت وتصفحت حتى وصلت لما أذهلها !!..
آهٍ ياذلك المساء الغير عادي , مساء الثاني من نوفمبر ..
أيقنت في ذلك المساء أنها لا تلوي على شيءٍ مما كانت تعتقد أنها تملكه ..
لم تكن تعتقد أنه سيبيعها ويختار مكانًا غير مكانها ..
ويتهرب من مجرد وجودها ..
والغريب أن الصوت الذي طالما تردد بداخلها وتجاهلته عاد إليها من جديد ..
وفي هذه المرة أصبح الصوت أكثر حدة وتوبيخًا لها ..
كانت تقمعه بمقصلة الحب ولم تسمح له يومًا أن يخرج خارج حدودها ..
خرج الصوت صافعًا مهجتها بتلك العبارة :
لم يكن لكِ لتحزني , لم يكن لك ولن يكون ..
أجهشت بالبكاء لا لأنها تحبه فقط ,
بل لأنها اكتشفت ولأول مرة كم هي صغيرة ..
سكتت لهنيهة ونهضت ماسحةً دموعها ..
وقررت :
سيكون مساء الثاني من نوفمبر بدايتي ..
عاد الصوت الذي بداخلها مرددًا :
كم أنتِ كبيرة , كم أنتِ كبيرة ورائعة ...
mona